6 | لأنها ليلاهُ ♡!

1.5K 220 65
                                    

6 |

- عمارة العم جوهري
- منزل 100

تنام ليلاه بهدوءٍ على فراشها، تتكور على نفسها كالطفلِ الصغير، وفي عينيها عبراتٌ متحجرة مِن ليلة أمس، وعلى الأرضِ كان ينام يوسف، يضع يديهِ خلفَ رأسهِ وينظر لسقفية الغرفة بشرودٍ تام، لقد شَهد لحظاتِ انهيارها ليلة أمس، ورأى كيفَ تشعر المرأة بألمِ الخيانة، كانت عِبراتها تحرقهُ وتجعلهُ يتألم لأمرها، حتى هدأت وشعرت بالسكون داخل أحضانهِ، فحملها برفقٍ ووضعها على الفراشِ، واستلقى هو على الأرض؛ حتى لا تشعر بالغضب حينما تستيقظ!

تنهدَ يوسف بقوةٍ، ينظر لعقارب الساعة المعلقة على الحائط أمامهِ، ثمَ نهضَ بتثاءبٍ، يُلقي نظرةً سريعة على ليلاه، ثمَ دنى مِن مستواها، يطبع قبلةً خافتة على وجنتها، ومن ثمَ شرعَ في تبديل ملابسهِ، خارجًا مِن الغرفة بعدَ ذلك وفي عقلهِ إصرارٌ لجعلها تسامحهُ..

- بعدَ ساعتين تقريبًا.

تململت ليلاه في فراشها بضيقٍ، تتثاءب بِنعاسٍ قاتل، ثمَ أمسكت الوسادة ووضعتها على رأسها، كي تغفو مجددًا، ولكنها شعرت بشيءٍ معقود حولَ معصم يدها، فتأففت، تُبعد الوسادة عن رأسها وهي تشعر بألمٍ حاد يتغلغل إلى خلاياها، حتى ضيقت عيناها تتفحص الخيط المعقود على معصم يدها بطريقةٍ غريبة، وما لبثت إلا أن نهضت تنظر لامتداد الخيط، ثمَ سارت على نهجهِ، حتى وجدت نفسها خارج الغرفة، فمطت شفتيها بانزعاجٍ، وهي تتمتم بضيقٍ:

« يوسف؟ .. دي لعبة ساذجة منك صح؟ »

بحثت في المنزل عن أي أحدٍ، ولكنها لم تجد، فتنهدت بضيقٍ وسارت على نهجِ الخيط مُجددًا، فخرجت مِن المنزل بالكامل وهي تسير بدونِ أن تعلم إلى أين هي ذاهبة، حتى علمت أن امتداد الخيط يقودها نحوَ سطح البناية، فَعضت على شفتيها بانزعاجٍ، ثمَ صعدت بخطى هادئة نحوَ الأعلى، وهي تردد:

« هيطلع مقلب بايخ، يخليني أرفض الرجوع بشكل كامل! »

حاولت كبحِ غضبها، وهي تتمتم بحديثٍ غير مفهوم، هذا حتى استقرت أخيرا على سطحِ البِناية، فضيقت عيناها وهي ترى المكان مُزين بطريقةٍ إحترافية، ولا وجود لأي أحد، والخيط لم يظهر له نهاية بعد، فسحبتهُ بغضبٍ بعدَ أن فاضَ كيلها، تسير على نهجهِ وهي تلعن يوسف داخلها، لكنها ما لبثت إلا أن شهقت بفزعٍ بعدَ أن اصطدمت بجسدِ يوسف، وهو يشير لها على معصمِ يدهِ المقيد بنهاية الخيط، فمطت شفتيها تضربهُ بخفةٍ في صدرهِ، نابسةً بخفوتٍ:

« حقير! »

- « بس بحبك! »

ردَّها وهو يضحك بخفوتٍ، ثمَ فتحَ ذراعيهِ وهو يردد بصوتٍ مرتفع جعلها تضع يديها على أذنيها:
« وغبي لو زعلتك تاني، سامحيني يا ليلاه! »

تزامنَ قولهِ مع خروجِ العائلة جميعها مِن إحدى الغرف المتواجدة، والتي لم يكتمل بنائها بعد، يمسكون في أيديهم بالوناتٍ حمراء، ويشجعون إياها على الموافقة.. حتى والدتها ووالدة يوسف!

الخطة ب Where stories live. Discover now