الفصل الخامس عشر ج١

364 19 4
                                    


يقف  كلًا منهما ينظر إلى الآخر
فهي مندهشة بما نادها به منذ قليل، وهو غاضب من نفسه وفقده للسيطرة عليها
وقف المصعد في الطابق الذي يوجد به مكتبه
ولكنه لم يتحرك ولا هي تحركت ، السكون خيم عليهما
فانغلق الباب واتجه المصعد هذه المرة لأسفل
وفي ثواني قليله كان الموظفين يعبرون إلى داخله ،
ويقفون كحائل بينهما
تحرك هو إلي الخلف ليقف مستندًا على الحائط وهو يلوم نفسه على ما تفوه به منذ قليل
حدث نفسه : أين الحكمة والتروي الذي قررت التعامل بهما
يا غبي ، ستفقدها للأبد بتصرفاتك هذه وفي خضم انفعاله على نفسه لمح ما جعله يتوتر ويزفر بشده
ليهتف بداخله : هذا ما كان ينقصني فدخول طارق متباهيًا كالطاووس بنفسه إلي المصعد جعل أعصابه تنفر إلي أقصى درجة واستقراره بجانبها جعل الدم يندفع إلى رأسه وهو في درجة الغليان
عند انتباهها إلى دخول الموظفين للمصعد استندت إلي الحائط بكتفها فهي من الأساس لم تتحرك من مكانها
لا تستطيع الوقوف أكثر من ذلك ، جسدها كله ينتفض من الموقف الذي مرت به ، ولا تصدق ما تفوه به سألت نفسها : هل هي تحلم؟
أم هذا بالفعل حقيقيًا ؟
رفعت عينيها لتري آخر شخص تريد رؤيته، تنهدت بضيق من تفاخره بنفسه لوت شفتيها ضائقة من المصعد كله
وتريد الخروج منه الآن وتلوم نفسها على عدم استعمالها الدرج اليوم وقف الآخر بجانبها وقال بصوت ضاحك : صباح النور يا أستاذه نور
نطق الكلمتين الأخيرتين وهو يشد عليهما، ليلفت انتباهها أنه لم يتجاوز حدوده هذه المرة
هزت رأسها بضيق ،وهي تشد الكلمات منها لتخرج
وقالت بمهنيه : صباح النور يا باشمهندس
ابتسم بوجهها: كيف حالك اليوم ؟ هل زال التعب عنكِ؟
هزت رأسها بنعم دون النطق بحرف واحد
توقف المصعد في مكان عملها لتسرع بالخروج
هم أن يسرع خلفها ليجد قبضة قويه تمسكه من مرفقه
وصوت منخفض ولكن حادًا : إلي أين أنت ذاهب يا طارق؟
التفت إليه مدهوشًا منه فلم يلاحظ وجوده
قال بارتباك : صباح الخير يا ياسين.
نظر إليه نظرة جافة وقال بصوتٍ منخفض وهو يشد على الكلمات: لا تدعني أحذرك مرة أخرى ، ابتعد عنها من الأفضل لك ، لا تنسي.
تركه ليخرج من المصعد عند أول توقف له بالرغم منه لم يكن الطابق الذى يتواجد به مكتبه اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر أنها ليست المرة الأولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج إطار الشركة والعمل ،لا أريد أيًا من الشكاوى وإلا سيكون لي تصرف آخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الأخريات، وهو يشعر بأنها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه أيضًا مختلفة ، فها هو يوجه له إنذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على زر الطابق الذي يوجد به مكتبه  ليتوجه إلى عمله .

أحلامي المزعجة Où les histoires vivent. Découvrez maintenant