اليَعسوب الأخضر

252 34 52
                                    


ظهيرة شهر يونيو، تعامدت الشمسُ على المدينة الصغيرة منذ فترةٍ ممّا دفع جميع سكانها للولوج داخل منازلهم الخشبية المُتراصة بترتيب.

لَم يوجد وقتها غير صبيٍ قصير، يملك هالةً بنية بسبب لون شعرهِ وعينيه، قبعةٌ على رأسه وبرطمانٌ مربوطٌ حول خاصرته، ويداه تحتضّن شبكة صيدٍ صغيرة بتوتر.

لوحَ بها يمنةً ويُسرة لبعض الوقت، يلتف حول شجرةٍ معينة منذ رُبع ساعة، وفقط حين أنتهى قافزًا محتفلاً بالبرطمان مُلئ يده هاتفًا "مرحى!"

-"أنت!"
كان صوتًا آخرًا نده عليه خلال الضواحي الهادئة، فتى أسود الشعر مكفهرًا ويحمل أمارات الغضب على وجهه، أقترب منه معاتبًا

"أنا أعرفك! أنت معي في الفصل.. لمَ تحجزهم؟"
أشارَ نحو البرطمان، المليء باليعاسيب.

-"هاه؟"
بدا الطفل البُني مرتابًا، وأحتضن البرطمان إلى صدره متزامنًا مع أقتراب الآخر

"هذه جريمة، أنهم أحرار!"
أمسك البرطمان ليكسره فورًا، محررًا جميع الحشرات داخله.

"آه.."
صوت بكاء خفيف جذب أنتباه الفتى المكفهر قبل مغادرته، ألقى نظرة ساخرة

"ما خطبك؟"

-"لقد كانت لدرس العلوم.."
بررَ الفتى البني بخوف.

_____



"أيًا يكن، أنا برق.
ما أسمك؟"
تحدث الفتى الفاحم، بينما يحمل الشبكة مسندًا أياها على كتفه، ألا أن صوته لم يغطي كثيرًا على صوت شهقات الأصغر

"أنا.. بحر."

ثم خرجا لصيدِ المزيد من اليعاسيب.

يَعسوبWhere stories live. Discover now