مع حلول المساء وصل الجيش إلى "قسنطينة"، حيث كان في استقبالهم زعيمها "زيد فيبار"
- زيد : أشرقت الشمس على "قسنطينة" برجوعك اخي العزيز
- قائد الجيش : وفّر غَزَلك
(اتضح أن قائد الجيش كان شقيق زعيم "قسنطينة" كل هذا الوقت، و هو يدعى "مايك فيبار")
- الزعيم زيد : لِما تبدو عليك ملامح الغضب اخي مايك!؟
- قائد الجيش مايك : لقد فتشت كل القرى المجاورة و لم اجد "الوحوش البيضاء" التي سرقت عقلك
- زيد : يبدو أن الرحلة كانت شاقة، اسف بعودتك للديار خالي الوِفاض
- مايك : من قال ان وِفاضي خالي...
- زيد : ما الذي تقصده!؟
- مايك : أمسكت ابن زعيم منطقة صفاقس "بيرت شينرو"
قال زيد فاتحا عينيه مبتسما : هل تمازحني!؟
- مايك : لا، يمكننا الآن استغلاله لعقد صفقة مع زعيم صفاقس "جان شينرو" و جعله مجبورا على تسليمنا البيضة
- زيد : هذا يحتاج إقامة وليمة!
سكت زيد قليلا ثم أضاف : ماذا عن الخائنة "نوميديا"؟- مايك : إمتثالا لرغبتك، قمت بتهجيرها مع ابنها العربي نحو "الصحراء المهجورة"
- زيد : جيد هذا ما تستحقه، ستموت جوعا في أحسن الأحوال
- مايك : ما دمت تريد قتلها، لما لم تجعلني اقم بذلك ببساطة
سكت الاثنان لبرهة ثم كسر زيد الصمت قائلا:
-سأذهب لرؤية غنيمتي
ذهب الزعيم "زيد فيبار" لرؤية "بيرت شينرو" المحبوس في جناح خاص تحت القصر
زيد : مرحبا بك في "قسنطينة"، لن تشعر باختلاف كبير عن "هولة"، فكما رأيت قسنطينة عبارة مدن فوق سفح الجبل يربط بينها جسور معلقة، لذلك تلقب بمدن الجسور المعلقة
قال بيرت و الغضب طالع على محياه : كأنني سألت عن مزبلتك، لما قتلت شعب هولة؟
زيد : كان موتهم خادما لرؤيتي و أهدافي .
قال بيرت صارخا : لا تتخذ أعذار عقيمة مثل (البحث عن شعر أبيض) لقتل الأبرياء، كل ما تريده هو التوسع جنوبا ايها الماكر
- زيد : التوسع جنوبا؟!
- قال بيرت بحسرة و الدموع تنهمر من عينيه : يا لنا من أغبياء، كان علينا التحرك فور ملاحظتنا غزوك لغابة "فورا" و قتلك للعجوز المسكين و تعليقه على الشجرة.. كان ذلك واضحا.. يالي من غبي
- زيد : ما الذي تهذي به ايها الغبي، لو اردت التوسع لتوسعت شرقا حيث الأراضي الخصبة و الأنهار
سكت الزعيم زيد قليلا ثم اضاف متوترا : ما الذي حلّ بغابة "فورا" تحديدا ؟!!!
- بيرت : لا يهم ايها القاتل، لن اسامحك ما حييت!
YOU ARE READING
مملكة البربر
Historical Fictionعملي موجه لمحبي القصص التاريخية، الممالك، الاستراتيجيات، الجغرافيا و الغموض ممزوجا بالخيال القصة تبدأ مع الولد "هود" الساكن في شمال إفريقيا، بالتحديد في قرية "هولة" الواقعة في كهف، و يبدو ان المشاكل لا تنفك عن هذه المنطقة، فماذا سيحدث مع بطلنا؟