فجرٌ جديدٌ

386 35 109
                                    

ارتجفت أصابعه وارتد إلى الوراء بعد أن أطلق رصاصته، وضع زعيم العصابة يده على خصره بتألّم بعد أن اخترقت الرصاصة خاصرته، وبدأ يترنّح في وقفته ليندفع عمر للداخل راكلاً إياه ليسقط على الأرض يتخبط في دمائه، وتزامن ذلك مع اقتحام رجال الشرطة للمكان واعتقالهم للؤي ووالده، لم يكن عمر قد تعرّف على هويّة الشخص المكبّل، جلّ ما أثار فزعه هو منظر صهيب الذي أدمى قلبه، جثى عمر على ركبتيه أمام صهيب وهو ينادي باسمه وقد تخضّبت الأرض بدمائه.



« صهيب !.. لا !.. أرجوك، صهيب ابقَ قويّا.. اصمد قليلا.. سوف تكون بخير... اصبر قليلا » نطق عمر بكل أسى وحزن بصوت تخللته عبَراته وهو يطالع صهيب الذي. ينزف وقد فقد وعيه، بدأ عمر يسعل بشدة محاولا التقاط أنفاسه، ثم أخرج بخاخة الربو من جيبه وبدأ يستنشق الهواء منها، فنوبات الربو هذه دائما ما تأتيه عندما يحزن أو يخاف.



في حين دخل رجال الإسعاف الغرفة ثم حملوا صهيب على نقّالة مطمئنين عمر بأنه سيكون بخير، أثناء ذلك هرع رجال الشرطة نحو مروان ثم حلّوا وثاقه ، عندها تمكّن عمر من رؤيته، إنّه أخوه ! ، تجمّدت الدماء في عروقه وهو ينظر إلى أخيه الذي أفزع منظره قلبه.



خطا عمر باتجاه أخيه الذي حُمل هو أيضا على نقالة إسعاف، وأقبل يعانقه بكل قوته وهو يصرخ :« لا يا أخي !.. لن يتحقق ذاك الحلم ! .... لن أفقدك يا أخي... لن أفقدك... ليس بعد ما استعدتك... مروان استيقظ !.. افتح عينيك يا أخي ! »



« بني، لا تقلق سيكون بخير، فقط ابتعد حتى نستطيع إيصاله لسيارة الإسعاف » قال أحد رجال الإسعاف



اهتزّت أجفان مروان ببطء ليفتحها بتثاقل ناظرا إلى عمر الذي تجلّى القلق على وجهه.



« عمر ،.... لا تقلق،.... سأكون.... بخير، طالما... أنت


كذلك » تحدّث مروان برويّة.



جادت مقلتي عمر بالدموع حتى أغرقت وجنتيه وهو يعانق مروان بكل شوق وهو يردد :« أجل ستكون بخير.. ستكون بخير أخي »



توالت الأيام تباعا وقُبض على العصابة واعترف زعيم العصابة بكل جرائمه كما أدلى بمكان اختباء باقي أفراد عصابة "مخلب الموت" وتم إغلاق ملف قضية مقتل والد مروان - أسامة- ،وشُفي مروان من جروحه بينما تعافى صُهيب أيضًا من جرحه بعدما استطاعوا إخراج الرصاصة بسرعة من ظهره وقد كان محظوظًا حيث لم يتضررّ عموده الفقري، وجاء اليوم الذي سيخرج فيه من المشفى بعد أن مكث هناك قرابة الأربع أسابيع.



« ماذا عليّ أن أرتدي ؟ هذا؟ أم هذا؟ أم ذاك؟ أم_» لم يكمل عمر كلامه إلا وقد قاطعه مروان قائلا :« أرجوك عمر... ارتدي أي شيء، أنت على هذا الحال من ربع ساعة، علينا أن نذهب الآن »



« حسنا، حسنا سأرتدي هذا » أجاب عمر وهو ينتقي من خزانته كنزة سوداء مع بنطالًا أزرق اللون.

ستظلّ في ذاكرتي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora