الحلقة 11

4.2K 146 5
                                    


 | الحلقة الحادية عشر !!


** مضحك !


اسمي مُضحك، هكذا سماني أبي منذ مَوِلِدي قبل خمسة عشر عاماً، وقد أَختارني صديق شبابه السيد سيمور كي أُرافق رحلته عبر بحر مينجا .. كنت أجلس متشوقا أمام جسر الشاطئ الخشبي في إنتظار عَربته يكاد شَغَفي يصل عنان السماء كلما جال بذهني عبور الريكاتا للمرة الأولى وما إن رأيتها تقترب حتى ركضت إليها بساقي النحيفتين ورحبت بالسيد سيمور وبأبي ثمَ قدت العربة إلى أعلى السفينة بداخلها الطبيبة ..


نعم كنت أعلم إنها أمرأة قبل أن أراها حتى، لقد أخبرني السيد سيمور بهذا السر الذي لم يخبر به والدي حين ألتقيته في ألشميل قبل أن يوصيني بأمر غريب جعلني أظن أن هذا الرجل فقد عقله سأتحدث عنه لاحقاً ولكن عليّ أن أذكر ما حدث منذ شقت السفينة طريقها إلى داخل بحر مينجا.


كان أبي قد حدَثني كثيراً عن قدرات هذا العجوز وبراعته بالإبحار وقد رأيت هذا بعيني فما أن إرتقى السفينة حتى أمسك بِدفَتِها واثقاً كمَن يصغره بأعوام كثيرة وبدأ بنا رحلتنا في ثبات إلى الشمال وتعددت مهامي ما بين تسلق الصاري بين الحين والآخر لربط او حل حبال الأشرعة وتلبية أوامره الكثيرة المتتالية بكل أرجاء السفينة أو الإمساك بِدفَة السفينة وقت راحته أو أقترابه من الطبيبة ليتحدث معها ..


أما الطبيبة فغادرت العربة المثبَتة ثمَ وقفت شاردة الذهن تنظر إلى أماريتا دون أن تُحرك ساكنة لم أدري ماذا يدور برأسها وقتها ولم أقترب لأحدثها أيضاً ولكني لم أزح نظري عنها وأيقنت أن خلف هذا الشرود والتجهُم قصصاً تحتاج أياماً لِسردها بعدما وجدت دموعاً لامعة قد هربت إلى وجنتيها ..


كانت ذكيةً حين إرتدت هذا الزي فكثيراً ما تمُر قوارب قادَة الحرس لتفتيش سفن الصيد خشية أن يهرب الصيادون مِن دفع ضرائبهم عن صيدهم وقد حدث ذلك بيومنا الثاني حين إرتقى السفينة قائد مع جنوده ولم يلتفتوا إلى الطبيبة التي كانت تمسح أرضية السفينة بل سأل العجوز عن العربة والأحصنة فأجابه سيدي بثبات بالغ بِأن تلك السفينة كل ما يملك وما أن يمتلك مكاناً سيترك وقتها ممتلكاته به مشيراً إلى عربته وأحصنتهُ، و غادر القائد السفينة دون أن يدري أن ذلك الفتى الجالس على أرضية السفينة بعيداً ليس إلا أمرأة هاربة مِن هذا البلد وأكملنا إبحارنا تُحرِكنا الرياح في إتجاهنا المقصود .. 


وسارت أمورنا على ما يرام وجاء نهارنا الثالث بالبحر وسمعت سيدي يقول للطبيبة إن أمامنا نهاراً آخر لِنصل إلى ريكاتا وفقاً لِسرعة الرياح ذلك اليوم، ثمَ أخبرها بأنه ينوي عبورها ليلاً فدق قلبي فرِحاً وأعجاباً ببراعة هذا العجوز لكن فرحتي لم تدم كثيراً ..

أرض زيكولا   "2"Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon