4 - حُبّْ مِنْ أولِ جَلْسَة

198 28 16
                                    

أستغفر الله عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد الحركاتِ والسكون ... 3 مرات❤
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا مُحمد ... 3 مرات❤
لا حول ولا قوة الٕا بالله ... 3 مرات❤

★★★

أخذَ يتسلل حتى وَصل إلى الطابق السُفلي وأصبح خَلف "دايفد" ليرفع العصاة السميكة بيده وتسقُط على رأس "دايفد" بقوة.

تأوه "دايفد" مِن قوة الضربة، تحسس رأسه ليجد ذلك السائل أحمر اللون "دَمْ" أغمض عينيه، ليغيب عَن الوَاقِع، ويَهرب "أوجاستو" مُسرعًا!

★★★

في صباح يوم جديد الساعة 8:00
وتحديدًا في المَشفى.

يقف خارج غُرفة العمليات؛ ينتظر صديقه، تنهمر الدموع بشدة مِن عينيه، صديق عُمره بالداخل ... يتذكر صداقتهم ... وكَيف كان أنطوائيًا عَن المُجتمع الخارجي ... ليأتي "دايفد" ينتشلُه مِن وِحدته.

أفكاره مُتزاحمة، حزين، يَأس، مُضطرب، خائف، لا يَعلم بماذا يشعُر بالضبط!

خرجَ الطبيب أخيرًا مِن غُرفِة العمليات، بعد مكوثه بها أكثر مِن خمس ساعات ... هرعَ إليه "كارلو" بسُرعة يُريد الأطمئنان على صديقه.

تحدث "كارلو" بخوف : هل أصاب دايفد مكروه ما؟!

تنهد الطبيب بحزن وتعب، ثُم قال : للأسف الضربة كانت شديده للغايه، وكادت أن تُفتِك به، لقد تعدى مرحلة الخطر ولكنه أصيب بغيبوبة!

صُدم  "كارلو" وكأن كوبًا مِن الماءِ البارد سقطَ عليه، ثُم غمغم بألم : ومتى سيستيقظ؟

ف
ردّ "الطبيب" بحُزن قائلًا : لا أحد يعلم، رُبما بعد يوم، شهر، عام ... أدعي لهُ بالخير يا رجُل هذا خيرٌ مِن البُكاء!

أنصرف الطبيب وظل "كارلو" ينظُر في أثره بصدمة، عام؟ لا لن يقدِر على العيش بدون "دايفد" لعامٍ كامل.

★★★

لم يَنمْ طوالَ الليل، ظَل يُفكِر، هل مات "دايفد"؟ هل مات صديق طفولته؟! شَردَ في أسترجاعِ ذكرىٰ غطَاهَا تُراب الزمن!

★ Flash back ★

كان طفلًا جديد بالملجأ، دفعتهُ أحدىٰ الخَدمات داخل حُجرة كبيرة مُظلمة ... شّعاع النور الوحيد كان مصدره نافذة صغيرة أعلى الحائط مغلقة بخمسة قضبان مِن الحديد، تمنع هروب أي طفل من ذَلك السِجن اللعين.

أخذ يخطو داخِل الغُرفة ينظُر لهذا وذاك ... إنهم أطفال مع أختلاف الأعمار ... هبطت الدموع على وجنته بغزارة، في غضون ثانية أنقلبت حياته رأسًا على عقب ... ظل يرتجف منكمشًا على نفسه، خائفًا بل يكَاد يمُوت مِن الخوف ... جَلس في رُكن صغير بالغُرفة ... ليأتي طفلًا أخر يكبرُه سنتين رُبما ثلاث، يمد يده لهُ بأحدى السندويتشات يدعوه أن يتناولها  وكان "دايفد".

لَقَدّْ أصَابَكَ سَهْمِي Where stories live. Discover now