الـمـقـدمـة

5K 101 0
                                    

              بـسـم اللـه الـرحـمـن الـرحـيـم

الـمـقـدمـة

" قد تكون على مشارفِ الموت، تكاد تفقد نفسَك وتغرق في بحورِ الديجور الذي احتل عقلك وبات يسكن بين جنباتِ فؤادك، تفقد الثقة والأمان في كلِ المحيطين بك، تستشعر الحزن والكآبة من على بُعد أميال، تترك نفسك للحياة تُحركـك كـالدميةِ التي يتلاعب بها الأطفال، أو كـورقةٍ رقيقةٍ سقطت من أحدِ الأغصانِ في ليلةٍ خريفيةٍ هبّت فيها رياحٌ قارسة، أو كـبيتٍ قديمٍ تصدّعت جدرانه كـحالِ قلبك وهجَره الأحبة كما حدث لـفؤادِك المسكين، تكاد تُجزم أنّ لا عودة مما أنتَ عليه، وأنّ نهايتك قد قاربت لا محالة، وكـأنّ نصلَ السكينِ الحادِ ينغرس داخل قلبك بـبطءٍ والدماء تسيل كـخطوطٍ رفيعةٍ تشق طريقها مُهاجرة ذلك الجسد الهزيل، وتبدأ أنتَ في السقوطِ رويدًا مُستسلمًا وكـأنّك مُرغمًا على فعلِ هذا، ثمّ فجأةً يظهر النورُ من وسطِ العتمة التي أحاطت بكَ، تأتي البُشرى من حيثُ لا تدري؛ قد تتمثل في كلمةٍ لطيفة يُلقيها أحدهم ولا يُعطي لها بالًا ولكنها تركت أثرًا عظيمًا في نفسِك، أو جملةٍ داعمةٍ تقرأها صدفةً وأنتَ تودِّع حياتَك، أو شخصٍ يتمسّك بـيديكَ بـقوةٍ ولا يُفلتها أبدًا؛ فـيُصبح كـالقمرِ في سمائِك المُظلمة، أو كالشمسِ في حياتِك المُعتمة، تتسلل حرارة دِفئه لـتـُزيل برودة قلبكَ المسكين، فـيُلقي على حياتِك البائسة النورَ فـيأتيك بَشيرًا بـكلِ معاني الحُبِّ وكلِ مشاعر الأمانِ التي تفتقدُها..لـيُصبح ضمادًا لـروحِك المُستنزفة."

# ضـمـادُ الـروحِ
# آيـة طـه

ضـمـادُ الـروحِ Where stories live. Discover now