صَفِيّ..

أوركيَد برَّاق

الحَاضَر ، قَصَر اليُونَان

في هَذِه الحَيَاة يوَجَد أنَوْاعٌ عَديَدَه مِن البَشَر مِّنْهُمْ الفُقَرَاء ومِّنْهُمْ الأغنَيَاء ومِّنْهُمْ البُسَطَاء ومِّنْهُمْ المُتَعاظِمْيَن ، مَظالِيمُ وظَالِمَيَن مُصْلحَيَن ومُفسِدَين بَرَرَةٌ كَانَوا أمْ عَاصْيَن.

أنَوَاعُنَا لا حَصْرَ لهَا لكِنَنْا جَمِيَعَاً لِزَيّ المَسْكَنَةِ مُرَتَديَن نَتَعَمْد التَغَافَلْ عَن الجَرَائم أنْ نَغُضَ الطَرفْ عن الهَفَوَات وألا نُحَصْي السَيَئات مَادَامَت إليَنَا لا تُشِيَر..

يَسَتَمِرُ الظَالِمْ بِظُلْمِه ويَسَتَمِرُ العَبْدُ بِعُبُودَيَتُه و يَتَجَاوَز حَدَهُ كُلْ طَاغَيَه فَيَعِشْ المَسْاكِيَن الحَقِيقَيّين عَذَابَهُمْ.

لقَدْ خَلَقْ الله الجَمِيَع لَكِنَهُ لَمْ يَنْسَى أحَدَاً قَطْ فَهَوَ يَسْمَع صَوتَ المَظَلُوَميَن ويَمِدُ للظَالِمَينْ في أعمَالِهَم حتى يَتَغَافَلُوا عن الحَقْ الذَي حَتَمَاً مُلاقِيَهمْ فالسِنُ بالسِنْ والعَيْنُ بالعَيْن وكَمَا تُدَيَنُ تُدَان.

حَتَمَاً سَوَف يَنَتَقِمْ الإلَه مِن كُلْ الطُغَاةِ المُجَرِمَين وإنْ كَان بَعَدْ حَيَن..

وفي قَصَر أثِيَنَا كَان هُنَاكَ مَن يَتَسَللْ عَبَرَ المَمَرَات الوَاسِعَه في هَذَا القَصْر العَظَيَم وخَلفَهُ صَدِيَقَةُ وحَارِسَهُ الأمَيَن وفي ثَيَابْ حُرَاسْ القَصْر مُتَنَكِرين.

يَمَشيَان بِأعَتِدَال حتى لا يُثِيَروا رِيبَة أحَدْ المُسَتَيِقِظَين في هَذَا الليَلْ المُكْفَهِرّ الظَليَم.

"أتَعَلمْ مَاذَا؟ إنَ قَصْر هَذَا الأحَمَق جَمِيْل !" تَوَقَف وقَالْ مِن تَحَتْ خِمَار وَجَهِه المَليِح هَامِسَاً.

فَتَوقَف صَدِيقَهُ الأشَقَر أثَر تَوَقُفِه وقَالْ "أهَذَا وقَتُه ! أُقَسِم إنَهُ سَوَف يَتِمْ الإمسَاكُ بِنَا بِسَبَبِك".

قَلَبْ عَيَنَيْه مُتَمَلمِلاً مِن رَدَّ صَدِيقَه وهَمَسَ ويَدُه اليُمَنَى على خَنْجَرِه لازَالتْ قَابِعَه "لِمَا هَذَا التَوَتُرْ يارَجُل إسَتَمتِع بالحَيَاة!!".

"نَعَم نَعَم سَأسَتَمتِعُ بالحَيَاة هَذَا إنْ لَمْ نَخَرُج من هُنَا مُقَطَعيَن بِفَضَلِكَ إتَبَعَنْي وكُفَ عن الثَرَثَره".

هَمّ يَمشَي خَلفْ صَدِيقَه والعُبُوس المُغَتَاظْ مِن تَحَتْ الخِمَار تَرَسَمْ على وجَهِهِ النَضَيَّر وقَالْ أثَنَاء مَسَيَره بحَقَد"لسَتُ ثَرثَار إنَ أحَادِثَي تُشَتَرى بالذَهَب أيُهَا الأحَمَق كَمَا أنَه لا يُمَكَن لأحَدٍ تَقَطِعَي!".