فورَ أن دلفَت لغُرفتها أوصدَت بابها ثم جلسَت على الفراش دون تكليف ذاتها عناء تبديل ثيابها المُهندَمة كونَها للتو أتَت بعد يومٍ طويل في الكنيسة..تنفّسَت بعمقٍ قبل أن تغمض عينيها لتتمتم باسمه:
"تايهيونغ؟"
أفرجَت عن مُقلتَيها برويّة تنظر أمامها إلا أنّها لم تجده وقبل أن تزفر بضيقٍ حتى شعرَت بثقلٍ من الجانب الآخر للفراش لتنتفض واقفة فور أن رأته متسطحًا خلفها..
كادَ الخوف منه أن يتسلل إلى أوصالِها قبل أن تدقق النظر في محياه، لوهلةٍ ظنّت أن هذا ليسَ مَن رأته في الليلة السابقة وقد بدى كمَن سيقبض روحها بنظرةٍ بسيطة منه..
بل يبدو كشابٍ في نهاية العقد الثاني من عُمره ربّما، ليسَ شيطانًا؛ بل كأمثالها من البشر تمامًا، فقط ما يميزه أظافره السوداء المدبّبة وعيناه ذاتا الحُمرة القانية اللتان تقيّمان غرفتها الهادئة..
لا تحوي الغرفة التي يطغي عليها اللون الأبيض شيئًا سوى فراشها باللون الأزرق السماويّ في المنتصف على يسار مَن يدلف من الباب وجواره طاولةً صغيرة من الجانبين بذات لون الفراش..
تقابله خزانة ملابسها الواسعة جوار باب دورة المياه الخاصة بغرفتها، على يمينها يقبع المكتب بذات لون السماء الذي يغلب على أثاث الغرفة بأكملها وجواره الشُرفة الواسعة لغُرفتها بينما ما يقابل المكتب بجوار باب الغرفة هي طاولة الزينة خاصّتها..
"ما بكِ تتسمّرين بالأرض كأحد الأصنام هكذا؟"
سأل بنبرته الغائرة دون النظر إليها لتفيق من شرودها به قبل أن تراه يوجه نظراته إليها ببطء لتشعر بوغزةٍ في جسدها بأكمله فورَ أن تواصلَت أعينهما..
نهض ببطءٍ عن الفراش ليسير بخطواته الواثقة تجاهها بينما يعبث في الحلقات السوداء التي تزيّن أصابعه الطويلة..
وقف أمامها ليرفع رأسه وتقع نظراته على محياها مجددًا لتشهق بغير وعيٍ منها ثم وضعَت يدها على فمها وكأنّها تخبره أن يصمت ليعقد هو حاجبيه قائلًا بسخرية:
"هل رأيتِ شبحًا أم ماذا؟ لقد فقد وجهكِ كلّ ألوانه."
عقدَت حاجبيها هي الأخرى على سخافة حديثه، هو شيطانٌ بحق الإله! كيفَ لها أن لا تفزع! إنه أسوأ من الأشباح..
سمعَت ضحكاته قبل أن يميل برأسه ناحيتها، وكأنّه سمع أفكارها قال بابتسامة جانبية:
أنت تقرأ
صَـفـقَـةٌ مَعَ الشّـيـطـان.
Fanfiction"أتقوين على عقد صفقة مع الشيطان يا صغيرة؟" نبرته خرجَت كعاصفةٍ ثلجيّة قبضَت على أوصالِها التي ترتجف خوفًا منه رغم هدوءه إلا أنّها ابتلعَت غصّتها لتومئ برأسها مؤكدة على ما طلبَته.. _لوسيريوس تايهيونغ. _لي مورانا. تحتوي على بعض المشاهد التي قد تُثير...