الشُعلة الثالِثة : قواعِد لا تُحصي.

62 8 105
                                    

أعتذر عن التأخير

نبدأ
____

صاحبت البُندقية لأيام مُتتالية بِعمق الغابة حيث الجذع الذي عاهد جُلوسي عليه لِليالٍ وكأنما هذا بيتي و مكاني.

عَدد لا يُحصي مِن الرُسُل تم إرسالهم لي بِنية أن أتنازل عن جلستي و أعود حيثما جئت دون قِتال أو سفكاً للدماء

نحن مَن سفكنا دمائهم؟.

بِكل لحظة أتوجه بِها لداخل الغابة أعلم بِها جيداً كم أختنق فور وجودي بِالقرب من عرينهم
ولا أعي غَصة الفقدان التي عشتُها مِراراً،الأشلاء والبقايا والدموع المتناثرة علي وجهي لتُلطخ ما أمامي

ثم يندرج ما حدث تحت مُسمي الخطأ الغير مقصود،
غير مقصود لِلبشر.

وافقت اليوم علي أخذ طعاماً معي بعدما ألح عليّ تايهيونغ مِراراً وكأنني ذاهب لِرحلة

قررت أن اتذوق مرار حماية الأرواح التي خلفي و تسعي للحياة الهادئة و انا جالس بِمكان معزول،مر وقت طويل و مرهق.

مسحت علي كتفي بِتألم من كثرة حَمل ذاك السلاح الثقيل بِهذا اليوم الحار،طقساً أتمناه لألد أعدائي.

تحركت عند البركة بأحد أركان اراضي الغابة،وضعت البُندقيه بِجانبي و جلست أمامها لأبلل مِنها وجهي و خصلات رأسي،الحرارة تعج من كل مكان

وآخذ مِن البركة لأروي منها عطش جوفي بِروية وهدوء،أصوات الطبيعة تحيط الجو بِسلاسة.
هذا أفضل ما حصلت عليه هُنا.

فزعت فور سماع حركة السلاح بِجانبي التي جعلتني أنظر بِسرعه نحوها،وأصبحت غير قادر علي الحديث

أحدهم يمتلك سلاحِي بين يداه ويصوبه نحوي،أصابعه تعبث بِالزناد وعيناه قريبه من فوهة المِنظار حيث يراني فريسة له.

فقدت طريقي للنطق والإستيعاب.
النهاية إقتربت.

إقترب مِني مُلصقاً فوهة البندقية علي جبهتي ثم أبعد رأسه إنشات قليلة عنها ليُعطيني نظرة.

" لا تُعطي الأمان وتتخلي عن سِلاحك."
أفصح عن ما بِثغره ثم أبقي السلاح بعيداً عن مُبتغاه ينظر لي
لم يَسبق ان رأيت رداءاً كهذا في بلادنا فقد كان الأمر غير مألوف

كان مزيجاً من اللونين الأبيض و الأسود مع خُصلات تقع علي أعينه بعض الشئ، عينان حادة تجرح بنظراتها

-" ألا يبدو هذا إنتهاكاً لخصوصية حامل السِلاح؟"
أخرجت ما بِجعبتي رافضاً إمساكه إياه فأثني علي حديثي مُتكفاً يداه خلف ظهره

كاريستو || Y.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن