الفصل الثامن "مقابَلة مجددًا"

966 86 13
                                    


.
.

«ملحمـة التوأم»
«أروى سُـليمان»
«الفصل الثامن "مقابَلة مجددًا"»

....

كانت تجرّ حقيبتها خلفها وعلى وجهها ابتسامة عريضة ولكن خبيثة وخرجت من المطار تفتح ذراعيها قائلة:- "مرحبًا بكِ يا مِصر"

ابتسمت تنظر للمكان المزدحم حولها تبحث بعيناها عن ذلك المزعج كما أسمته، حتى استمعت لصوت يقول بخبثٍ ومكر:-
"كيت كات منور مصر.. حلاوة الأجنبي يا باشا.. تاكسي يا ست الخواجات؟!"

تعجبت بشدة وضيّقت ما بين حاجبيها من تلك الطريقة التي يتحدث بها سائق سيارة الأجرة، ثم كادت أن ترد استمعت لصوت يقول ببرود:-
"لا مش هتركب تاكسي هي معايا أنا"

رفعت عيناها لآمِن ثم أردفت وهي تشير على السائق الذي رحل على مضض فهؤلاء الأجنبيات يقدرون على الضحك عليهم لجهلهم بالتعامل قائلة:-

"هل جميع السائقين في مِصر هكذا؟"

التقط الحقيبة خاصّتها قائلًا ببرود:-
"لأ، ده كان بيحاول ينصب عليكِ"

كادت أن تردّ ولكن كان شخص يتحرك فاصطدم بها وبذراعها، أغلقت عيناها بقوة وألم فما زال الجرح الذي تعرضت له منذ يومان يؤلمها، رأى تعابير وجهها المتألمة ولكن هي أردفت قائلة بابتسامة حماسية:- "حسنًا هيّا بنا لنكتشف مِصر"

أشار لها على مكان السيارة فتحركت وصعدت وجلس هو في مقعد القيادة ثم ربط الحزام وكذلك هي.. ثم انطلق..

سألته بحماسٍ قائلة:- "هل سنذهب لمنزلك؟"

كان ينظر للطريق وأردف بجمود:-
"لأ، هرميكي في أي فندق وحددي بقى المدة اللي هتقعدي بيها في مصر"

نظرت له بحنقٍ شديد قائلة:- "ما ذلك الاستقبال أيها الفظّ.. هل هذا تعامل مع توأمتك التي أول مرة تزور مِصر وتكون أول زيارة لأجلك"

كاد أن يرد عليها ولكن قطعهم ارتفاع رنين هاتف آمِن فنظر وجدها نازلي، وضع الهاتف على أذنه يردف بابتسامة:- "نعم يا ماما؟"

ضيّقت ما بين حاجبيها بتعجب شديد بعد كلمته تلك، ثم أكمل آمِن:- "لا جايب حد من المطار هرميه في أي فندق وهقابل اللواء وعندي شغل وبعدين هاجي"

- "ماشي يا حبيبي صاحبك جايبه من المطار؟"

ردّ عليها بابتسامة:- "لا الوقحة أختي"

ذهلت من وقاحته فقد غلبت وقاحتها وتوعدت لذلك المزعج الأحمق، فجاءه رد نازلي تقول:-
"ابقى خليني أشوفها يا آمِن"

"بعدين يا ماما بعدين وسلام دلوقتي" أغلق الخط ثم نظر وجدها تنظر له بأعين غاضبة مصوبة له.

ملحَمـة التوأم -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now