10-ألم

78 11 22
                                    

«انتظر يونج.. لا تذهب وحدك سيغضب أبي منك بسبب هذا»
أخذ يونج يركض دون الالتفاف لأخيه الذي يركض خلفه لعله يلحق به.. كانا يلعبان كالعادة في حديقة القصر الامبراطوري حيث توسطت بركة مليئة بأزهار اللوتس.. ، اِلتوت قدم شوان ليسقط في البركة مسببا تطاير المياه التي اثارت انتباه يونج.. نظر يونج نحوها بأعين متوسعة ليقفز حيث أخيه يحاول جذبه بسرعة.. لاحظت أحد الخدم ذلك لتركض مسرعة حيث المتربع على العرش لتناديه.. أسرع يوشوان بعد سماعه لخبر سقوط ابنيه في البركة..

وصل هناك ليجد أكبر التوأم جالسا بجانب أخيه الفاقد للوعي.. حمل يوشوان شوان بسرعة و أخذه لغرفته دفع الباب بقدمه بسرعة يطلب من الخدم مناداة الطبيب الامبراطوري

«أعتذر جلالتك، لكن أظن أنه سيعاني من مشاكل في رئتيه فالبركة كانت باردة»
نطق الطبيب و هو راكعا يضع رأسه أرضا ليُلوح له الامبراطور بالخروج.. جلس قرب ابنه يمرر يده على خصلاته الثلجية..

استدار نحو يونج و هو يقول بحقد
«كل هذا بسببك..»
نظر نحوه يونج الصغير برعب ليزداد حجمه و يصير الامبراطور يونج.. اقترب منه يوشوان و هو يؤشر بسبابته نحوه
«لا تصلح أن تكون أخا.. لا تصلح أن تكون ابنا.. لا تصلح أن تكون أبا.. لا تصلح أن تكون زوجا.. لا تصلح أن تكون امبراطورا.. لا تصلح لشئ

مد يونج يده في الهواء بعد أن لاحظ ابتعاد والده ليبدأ بالصراخ
«أبي أنا آسف.. أنا آسف عد أرجوك.. عد.. أرجوك.. سأستمع لك هذه المرة أعدك.. أقسم سأستمع لك.. لا تتركني فقط»

.
.
.

«أبي أنا آسف»
شعر يوشن بمشاعر مختلفة اجتاحت قلبه في تلك اللحظة.. يعتذر؟ الآن؟ لماذا؟ ما الفائدة؟.. لم يستطع كبح تلك التساؤلات و المشاعر التي اجتاحته.. هو لا يلوم ابنه ابدا لكن هذا لا يخفي أنه لم يشعر بالألم.. حزن.. كره و مقت عندما قام ابنه بإعدامه..

اقترب من يونج يمرر يده على خصلاته الثلجية.. حرك النائم ببطء قصد إيقاظه.. ليستيقظ يونج فزعا و الذعر باد على وجهه، قطرات العرق ملأت جبهته.. أرجع خصلات شعره للخلف ليتمتم بخفوة
«ذلك الخائن، حتى بعد موته لا يتركني أرتاح»
كلمات اخترقت قلب  الواقف هناك.. كلمات قليلة سببت في إنقباضة قلبه.. أطلق ابتسامة مريرة.. ألم يكن قبل قليل يعتذر؟ اذا لماذا هو الآن هكذا؟ كم أراد الصراخ في تلك اللحظة؟.. هو يعلم أن ابنه يكرهه..يعلم أنه يلومه.. يعلم ذلك لكن الأمر يظل مؤلما رغم ذلك..

«اوه يوشن ماذا تفعل هنا؟»
ركع يوشن على ركبته ليقول بصوت هادئ عكس الاضطراب الذي يعانيه قلبه
«لقد أتيت لإيقاظك جلالتك»
أشار له يونج للوقوف ليلمح عينيه التي بدت فارغة.. عقد حاجبيه ليسأل بقلق
«يوشن هل أنت بخير؟ إن لم تكن يمكنك أخذ اليوم راحة»

ابتسم يوشن ابتسامة مصطنعة رادا عليه
«لا داعي جلالتك أنا بخير.. شكرا على قلقك»
«اذا أطلب من الخادمة أن تجهز لي الحمام»
«أمرك جلالتك»
ليغادر بعدها حيث الخادمة ليعلمها بذلك ليقف أمام الباب ينتظر يونج مطأطأ رأسه يحدق في نقطة وهمية.. شعور الضياع يلتهمه

The Return Of The Former EmperorWhere stories live. Discover now