part 4

295 137 20
                                    


جالسة أمامي ومتكأة بذراعيها على الطاولة واضعة كفيها المتشابكتين تحت ذقنها بأنثوية عينيها الزرقاوتين اللتين تحتويهما بريقٌ بين البراءة و المكر ،أبتسامتها اللطيفة الطاغية على مكرها.

أما أنا على عكسها كُنت أركز بعينيّ السوداء على كُل أنش منها، يكسو على ملامحي الجدية و الصمت ،متكأة بظهري على الكرسي.

في هذا الهدوء أتى النادل ليقدم لكُل منا طبقاً، كان الطبق الخاص بي يحتوي على كعكة مربعة صغيرة مُغلفة باللون الأحمر وفوقها فراولة كبيرة شهية و بجانب الكعكة كُريات شوكولا بيضاء ، لاحظتُ الطبق الخاص بها معاكس لخاصتي فهي لم تطلب إلا قطعة صغيرة من كعكة الأناناس.

"تُريد أن تُغريني بالحلوى" ثرثرت بداخلي وأنا أجول في هذه اللحظة بالافكار المنحدرة.

أنحنى النادل و ذهب لأبدأ أنا بالحديث "أنا لم أتصل بك لأنني قد أضعت الورقة" ..لا أعلم ماذا دهاني لأكذب!!، أو لما نطقت بذلك؟. لأرفع نظري إليها ، لم تهتم بل أخذت الشوكة لتأكل من الكعكة ثم لتشرب من القهوة الساخنة بهدوء.

كُل ذلك وأنا أراقب روقانها الغريب ،لتترك كل شيء و تنظر إلي "لا بأس، فالصداقة ليست طلباً أو حتى أجباراً" لتصمت قليلاً ثم تُكمل "أنا فقط أحببت ذلك، أحببت أن تكوني صديقتي، ولم أعرف كيف أتصرف أو ماذا عليّ أن أفعل" لتمسك كوب القهوة.

نفخت خدي الأيسر بعبوس على عكس السعادة التي بداخلي والتي تتراقص داخل قلبي ،ما الخطأ من طلب صداقة واقعية؟ وبالأخص حينما يكون الشخص غنياً ،لطيفاً، وجميلاً أيضاً!! لا أعلم ما نوع الصداقة هذه لكن بالطبع لن أرفض.

لأتنحنح وأمد يدي بحماس"موافقة، أنا لنيميا يا .." لتردف بسرعة وهي تمد يدها و تصافحني ضاغطة على يدي "بيون، تشرف بكِ عزيزتي لنيميا" تقولها بلطف وأنوثة ،أقسم لو أنني شاب لحملتها بين ذراعي بدلاً من المصافحة هذه.

تناولنا بعدها الحلوى وأنا اسئلها عدة اسئلة بسيطة ذات أجابات قصيرة، تأكدت من خلالها بأنها فتاة غنية وكان ذلك واضحاً من سيارتها و ملابسها ،لا أعلم كيف لحمقاء جميلة مثلها أن تركض وراء فتاة بائسة مثلي، وتعمل في صالون وتنظف أقدام من يأتيها!!.

هذا البؤس الذي يدور حولي يجعلني أجن أكثر و أكثر لأنقلب على الجهة الأخرى ممسكة برأسي بكلتا يدي ،لأنهض تاركة احداث ما حصل في النهار و اتوجه نحو المطبخ حيث الثلاجة التي تم تصليحها.

حتى ثلاجتي أصبحت غنية بالمواد الغذائية "يالروعة" لأمسك بزجاجة الحليب بالموز و أشرب منه، ثم أجلس على الأريكة أمام التلفاز مودعة النعاس الذي فارقني قبل ساعة ونصف.

___________________

"هاه، كيف هي الصورة؟" لتضغط على الأرسال منتظرة رده.

أنا لنيميا || I am nemeyaWhere stories live. Discover now