الفصل الثامن

8.3K 399 12
                                    

"هازل! هازل!" نادى لوسيان، صوته مليء بالألم و الوجع. هل يتألم؟ لا، لا يمكن. لا يمكن انني اسمع هذا، و لكني سمعت اسمي مجددًا. "هازل." ربما هذا كله ليس في رأسي، ربما كان يناديني حقًا. نزلت من السرير و لبست الروب ثم خرجت من الغرفة.

"اين سموه؟" سألت حارسين يمشيان عبر الممرات.

"آسف سموكِ، و لكن لا يمكننا اخباركِ. هو لا يريد أن يزعجه أحد."

يزعجه؟ اذًا انا سأزعجه؟

بالتأكيد، فهو يلهو مع محظيته، و انا هنا قلقة عليه على لا شيء. قررت ألا اهتم بشأنه او اقلق عليه و رجعت مجددًا للسرير.

فتحت عيني و انا أتثاءب و نظرت حولي. كان لوسيان جالسًا امام المرآة و هناك خادمة تمشط له شعره. اصابعها لمست خده و رقبته عندما كانت تحاول تجميع بعض خصلات شعره معًا. يمكنني أن ارى انها لم تلمسه بالخطأ، بل كان عن قصد. نزلت من على السرير، منزعجة من تصرفاتها.

عندما رأت انعكاسي في المرآة استدارت ناحيتي. "صباح الخير سموكِ." قالت و هي تنحني بقوة.

"صباح الخير." رددت عليها على الرغم من رغبتي في تجاهلها و لكني لم اعتد على أن اكون وقحة. "سأساعد انا سموه، يمكنكِ الذهاب." نظرت الخادمة إلى لوسيان منتظرة منه أن يعطيها الإذن لكي تذهب، و لكنه لم يحرك ساكنًا، لذا غادرت الغرفة في تردد.

ذهبت للوسيان و وقفت خلفه، انظر إلى انعكاسه. لم ينظر إلي و لم يلقي علي التحية كما يفعل كل صباح. هو فقط يحدق في الكتاب بين يديه. لماذا يتصرف هكذا؟

"ألن تمشطي شعري بما انكِ طردتِ الخادمة؟" سألني و لا يزال ينظر في الكتاب. شعرت برغبة في شد شعره و افساده. ربما علي فعلها. هو يستحق هذا على الطريقة التي يعاملني بها الآن.

"بالطبع." قلت في ارق نبرة استطيع التحدث بها. انا اعرف كيفية تمشيط الشعر و العديد من الاشياء الاخرى التي غالبًا ليست الأميرات مضطرات لمعرفتها، لأنني غالبًا ما كنت اشعر بالملل، و كنت اخبر ليديا و يلڤا أن يعلمانني.

الأمر انني لم اكن اخطط لتمشيط شعره بل كنت سألعب به. اخذت الفرشاة و بدأت تمشيط شعره. كان شعره انعم و اكثر كثافة من شعري. كيف يمكن لرجل الحصول على شعر جميل هكذا؟ ذكرت نفسي أن هذا ليس الوقت للإعجاب بشعره، إنه وقت افساده. فعلت له بعض الضفائر هنا و هناك غير مهتمة كيف يبدون.

"انتهيت." قلت و انا انتظر متلهفة لأرى ردة فعله. اغلق الكتاب و نظر الى انعكاسه في المرآة. كشر وجهه و انا كنت احاول عدم الضحك. كان هناك ضفيرة في المنتصف، ثلاثة في جانب، واثنان في الجانب الآخر. الضفيرة التي في الوسط هي اكثر ما جعلت شكله مضحكًا. لم استطع تمالك نفسي بعد الآن و دوت ضحكاتي ارجاء الغرفة.

قام لوسيان من مقعده و على وجهه تعبير جاد و هو يستدير ناحيتي. امسك ذراعي و جذبني بقوة ناحيته.

"هل تلعبين معي الآن، زوجتي؟ لا يجب أن تلعبي بالنار؛ فستحترقين." قال بصوت منخفض. كان يبدو مخيفًا و لكنه ضحك عندما رأى التعبير المرعوب على وجهي.

"ليس عليكِ الخوف، زوجتي. انا فقط امزح. هل تظنين أنكِ الوحيدة التي يمكنها العبث؟" دفعته بعيدًا عني.

"هذا لم يكن مضحكًا."

"اذًا أهذا مضحك؟" قال و هو يشير على شعره و لم استطع منع نفسي من الضحك مجددًا.

"ليس من المفترض أن تضحكي علي و شعركِ يبدو هكذا." قال مشيرًا على رأسي. نظرت إلى نفسي في المرآة و شهقت. لقد كنت غاضبة و منشغلة معه لدرجة انني لم انظر إلى نفسي حتى. شعري كان يبدو كعش طائر. حاولت تمشيطه بيدي قبل أن يحيط لوسيان ذراعيه حول خصري من الخلف و احتضنني.

"مع ذلك، تبدين جميلة." قال بالقرب من اذني. "كما احببت صوت ضحكتكِ. إنها المرة الأولى التي اسمعكِ تضحكين بها." اردت الاستسلام. اردت تركه يحتضنني و سماع كل هذا الكلام اللطيف، و لكن لا. لا يمكنني فقط نسيان معاملته البادرة لي ليلة امس. ابتعدت عنه، و كتفت ذراعي، بينما تعلو وجهي نظرة متحدية.

"هل استمتعت ليلة امس؟"

"ماذا عنكِ؟" سألني، مما جعلني اكثر غضبًا. "تبدين كارهة للنوم معي على نفس السرير، لذا اراهن انكِ نمتِ مرتاحة امس." مرتاحة؟ و هو مع امرأة اخرى؟

"انت قاسي." قلت، ثم خرجت من الغرفة و دخلت غرفتي الخاصة و اغلقت الباب خلفي. هذه المرة على الأقل اتى خلفي.

"هازل، افتحي الباب." قال و هو يطرق على الباب بقوة. تجاهلته و قررت ارتداء ثيابي دون مساعدة.

"هازل؟ قلت لكِ افتحي الباب." من يهتم لما تقوله انت؟ فكرت مع نفسي و انا اخلع ثوب النوم.

نظرت حولي لأجد شيئًا افعله غير فتح الباب و قررت الاستحمام. لذا ذهبت إلى حمامي الخاص. دائمًا حمام ساخن يكون جاهزًا كل صباح. ازلت المنشفة عن جسدي و نزلت في الماء الساخن و حالما فعلت سمعت صوت شيء يُكسر. تبعه صوت خطوات اقدام. اسرعت في ضم ركبتي إلى صدري و لففت ذراعي حول ساقي تزامنًا مع دخول لوسيان.

"ما الذي تفعله؟ كيف يمكنك الدخول هكذا؟"

"لا يمكنكِ المغادرة و انا اتحدث معكِ."

"يمكنك فعل ما تريد، لما لا استطيع انا ايضًا؟" اقترب من حوض الاستحمام و نظر الي. شعرت انني مكشوفة و ضعيفة. جلس القرفصاء و اخذ خصلة من شعري المبتل بين يده. شيء في الطريقة التي تحرك بها اخافتني. كانت مختلفة و كأن شيئًا فيه قد تغير.

"لأنكِ لا تملكين القوة لتفعلي ما تريدين." حتى صوته ارعبني في هذه اللحظة، و لكن أنا لن اظهر هذا.

"ما الذي ستفعله؟ ستضربني؟ ستقتلني؟" قلت بسخرية، محاولة إخفاء خوفي وراء قناع الغرور.

امال بالقرب من وجهي و قال: "ماذا عن احراقكِ؟"

Married to the devil's son | تزوجت من ابن الشيطانWhere stories live. Discover now