آثارٌ تائهة

1K 17 20
                                    


حتى وان تعافى الانسان ونسي كل شي، ستبقى معه تلك اللحظه التي اشفق بها على نفسه، ستبقى راسخة في ذاكرته للابد، كندبةٍ لا يمكن شفاؤها، او تجاوز بشاعتها، كنصوص لاذعة تشبه الكي
"وكأن أحرفها كتبت بجمرة" 

في احدى عيادات الطب النفسي المشهوره في البلد

كان منسدح على كنبه الاسترخاء ويناظر السقف بينما الدكتور كان قاعد يكلمه
الدكتور : متى كانت اول مره شفته ؟
تكلم : مرافقني من 15 سنه
الدكتور : من بعد الحادثه يعني وهو معاك ؟
ما رد واستمر بتأمله للسقف
تكلم الدكتور: بكل الاوقات يظهرلك ولا تسوي شي معين عشان يظهر؟
: بكل الاوقات
الدكتور : وش تسوي عشان تتجاهل وجوده ؟
ابتسم بخبث وتكلم : اناظر السقف
الدكتور : ليه هو الحين موجود ؟
تكلم بعد ما ناظر بعيون الدكتور وعلى وجهه ابتسامه خبث : واقفين وراك
الدكتور ما حرك ساكن متعود على هذا النوع من الحالات : واقفين ؟ .. ليه هم اكثر من واحد ؟
تكلم بعد ما رجع يناظر بالسقف : اثنين
الدكتور : وش اسمائهم ؟
: راشد
الدكتور : والثاني شسمه ؟
ناظر الدكتور والحقد مالي عينه : يحيى
الدكتور : يربطك مع هالاثنين ماضي؟
تكلم وهو يناظر جنب الدكتور وكانه قاعد يتواصل بصريا مع احدهم وتكلم : راشد مات بسببي
الدكتور ناظر جانبه الي يناظره وتكلم : ويحيى ؟
ناظر الدكتور وكانت الدموع متجمعه بعينه : يحيى قتل الروح بداخلي
..........

قبل ٦ اشهر

صوت اغاني بعيد منبعث من السماعه الي حاطها باذنه مصحوب بصوت انفاسه وهو يركض على الكورنيش القريب من بيتهم
اتعود كل ما يوم الصبح يطلع يركض على الكورنيش مع حيوانه المفضل والمقرب له جدا (ميكايلس) والي هو
جاكوار (فهد اسود)

بينما في مكان اخر وتحديدا في غرفه نومه
كان جاهز حتى يروح للمدرسه ولابس اللبس الرسمي
رافع جواله وقاعد يصور فيديو يقول فيه : صباح الخير متابعيني الحلوين وصباح اخر ابداه معاكم قبل لا اروح للمدرسه من هنا بيتنا بيت الجميلين والمزز عائله ال*****
اليوم عندي اختبار حاسب وطبعا كلكم زيي بديتو اختبارات من بدايه السنه ع العموم بالتوفيق للجميع واترككم الحين عشان بروح افطر وبصورلكم من المدرسه واوافيكم بالاحداث .. باااي
نزل الجوال وحطه بجيبه وبعدها شال شنطته ونزل للحديقه مكان كانو قاعدين يحضرو سفره الفطور على الطاوله والخدم مالي المكان وحده تروح ووحده تجي

وبينما الاب (جواد) كان قاعد يتصفح على الايباد الاخبار الي تخص العائله كونهم عائله مشهوره وكانت الام (ماريا) قاعده تجهز الطاوله مع الخدم
حتى ظهر لها من داخل القصر اصغر اولادها ومعشوقها الي تحب تدلل فيه شايل شنطه المدرسه ولابس لبسها الرسمي صاحب الوجه الطفولي والابتسامه الساحره (جود )
نطقت بعد ما ظهرت الابتسامه على وجهها : حبيبي دلوعي صحي ؟؟ ياا صباح الخيير يما يا صباح العسل
ابتسم وقرب منها وطبع قبله على خدها : صباح الخير ماما
قرب من ابوه وطبع نفس القبله على خده : صباح الخير بابا
بعد ما ردو عليه الصباح قعد على الكرسي المخصص له وتكلم : وين الباقي ؟
امه ردت عليه : يلاه الحين يجو
تكلم ابوه بعد ما طفى الايباد وحطه على جنب : ايوا خبرني كيف الدراسه يا جود ؟
جود اتنهد : نظرا لانها اخر سنه بالمدرسه ف فيها كثير صعوبات
الاب : اووف لهالدرجه؟ مع ان توها بدايه السنه
جود : مع الاسف
الاب : يلاه شد حيلك نبي تفوق هالسنه
وبينما كان جود على وشك يرد على ابوه جا اخوه الكبير من داخل القصر وتكلم : صباح الخير .. ليه قاعدين اليوم بالحديقه؟
ماريا ابتسمت : صباح النور مجودي .. اليوم الجو حلو حبينا نغير
قعد على الطاوله : خير ما سويتو .. فعلا الجو حلو .. وين بشار جا ولا باقي؟
الاب : لا باقي .. معاه ميكايلس بيوديه بيته وبيجي
ظهر مؤيد بهالاثناء ومشى حتى وصل للطاوله : صباح الخير عائلتي احبتي
جواد : صباح النور .. وينك انت من امس نحتريك؟
مؤيد : كنت عند اصحابي ليو وسيلفا
تكلم مجد : وش اخباره ليو .. باقي تجيه نوبات الطنين؟
مؤيد : ايوا الله يعينه ، وهذا اخوه ما يرحم كل يوم مصيبه
جواد : هذا الي يتربى بدون اب وام الله يعوضهم
مجد ضحك : لا مو شرط ابوي هذا هو مؤيد اتربى مع ام واب وصار داشر اكثر منه هههه
مؤيد خزه بينما ابوهم ناظر مؤيد : ليه مؤيد .. قاعد تسوي شي انا ما اعرفه؟
مؤيد ناظر مجد ووده يخنقه ونطق لابوه : لا ابوي شدعوه .. ما عندي شي ما تعرفه
الام سألت : مؤيد عندك محاضرات الصبح؟
مؤيد : لا بس بطلع بعد شوي لان صاحبي مهند بيوصل اليوم بروح اجيبه من المطار
بعد ما تكلم مؤيد هالجمله اتلاقت عيونه بعيون مجد قبل ما مؤيد يلتفت لامه عشان يجاوبها بعد ما سمع سؤالها : ليه كان مسافر؟
مؤيد ناظر امه وبعدها رجع بنظره لمجد الي حاول يتهرب بنظراته وتكلم : ايوا تعبت نفسيته باخر فتره وقرر يسافر ويغير جو
مجد بادل مؤيد نظراته ونطق : يوصل بالسلامه
مؤيد ابتسم على جنب : الله يسلمك
وبينما كانو لا يزالو يتبادلو اطراف الحديث ظهرت سياره همر كبيره بلونها الاسود الكاتم وصوتها الفخم بطابعها العسكري ولوحاتها المميزه من باب القصر ووقفت بالمكان المخصص للسيارات بساحه القصر الاماميه ونزل منها بلبسه العسكري وكامل هيبته واناقته
شال المسدس عن خصره ورماه داخل السياره واتجه عند عائلته وعلى عكسهم ما كان مبتسم وهو يشوفهم  كانت ملامحه جديه وفيها برود وكانت نظره عينه تعكس روحه المتوفيه بداخله
وصل ونطق : سلام
جواد : اهلا وسن .. كنك متأخر اليوم
وسن قعد بمكانه المخصص ونطق : ايوا كان عندي شغل خلصته وجيت
ماريا : الله يعطيكم العافيه
وسن وهو يرد على امه مد يده واخذ قطعه خيار من الصحن الي قدامه واكلها وبعدها تكلم : وين وتين؟

غيثDonde viven las historias. Descúbrelo ahora