الجزء الثالِث | العِب بذكاء

14.1K 612 144
                                    

تستمع إلى الموسيقى من خلال سماعة الرأس المحيطية وترقص بتناغم مع لحنها ، وهي لا تزال مستيقظة، وتبقى على هذه الحال حتى يأتي والدها من العمل.... هذه عادتها ولا تستطيع تغييرها رغم اعتراض رڤاييل على ذلك ألا أنها عنيدة

طرقت رئيسة الخادم باب غرفتها عدة مرات، لكن الأخرى لم تسمع، مما جعلها تدخل، نظرت إيندينا إلى الدخيلة فور لمحها ، ورفعت حاجبيها بمعنى ماذا، وكانت لا تزال تستمع إلى الموسيقى

أشارت الخادمة بأن عليها إزالة السماعات، ملامحها كانت حزينة وعينيها امتلأت بالدموع، مما جعلها تزيل السماعات وظهرت علامات الاستغراب على وجهها، أرادت أن تسألها ما الأمر، لكن صوت البكاء والصراخ القوي من الخارج جعلها تتجمد على الأرض ويصبح وجهها شاحبًا

تعرف هذا الصوت جيدًا ، إنها والدتها، ولكن لماذا تبكي؟ لم تعطي وقتا لأسئلتها، وسحبت سلاحها من تحت وسادتها، والدها قد أهداه لها في عيد ميلادها بعد أن صممها بنفسه، ركضت إلى الخارج، تريد أن تعرف ما كان يحدث

نزلت من على السلم بسرعة كبيرة حتى كادت أن تسقط، لكنها سيطرت على نفسها من خلال التمسك بدرابزين السلم ، وما إن نزلت حتى ركضت نحو مصدر البكاء

شعرت بقدميها تتجمدان، والسلاح الذي في يدها سقط على الأرض، وعيناها سارت حرارة فيهما أثر تجمع الدموع، أما قلبها تشعر أنه سيتوقف، وتمنت أن يتوقف في هذه اللحظة حقاً ، وهي ترى المنظر الذي لم تكن ترغب في رؤيته في حياتها، وأن أمنيتها الوحيدة هي ألا ترى هذا المنظر يومًا ما

رؤية جسده الغارق بالدماء كان كفيل بجعلها تنهار على الأرض وبدأت الدموع تتساقط بغزارة، صرخت تردد كلمة أبي ، مما جعل الجميع ينظر إليها، باستثناء والدتها التي كانت في عالم آخر.. عالم يحمل الألم والحزن، تبكي على صدره وتهزه حتى يستيقظ ويتوقف عن هذه المزحة

اتجهت إيندينا نحوه، ولا تحملها قدماها ورغم ذلك سارت غصب عنهم حتى وصلت وجلست قرفصاء وأمسكت وجهه بكلتا يديها تقبل جانب خده، ثم تحدثت معه بنبرة ممزقة ومتلعثمة ، لو سمعها لتمزق داخله وتمنى الموت على سماع هذا النبرة

: أبي... هيا استيقظ وأوقف مقالبكَ السخيفة، هذا ليس مضحكا على الإطلاق

ارتجفت شفتيها بمجرد عدم الرد عليها ، لتنَبس مرة أخرى

: قلت لكَ أن تستيقظ ، انظر إلى أمي وانظر إلي، نحن الآن نبكي وأنتَ لا تقبل بهذا، بل تذهب وتحرق من تسبب في دموعنا ،،لذا هيا قف قفف

Evil RiseWhere stories live. Discover now