٣٥ - عصفورة ثرثارة

345 72 14
                                    

ظنت شون جا أن هذا الشعور لن يغمرها مجدداً فهي قد كبرت وتجاوزت الثلاثين، أصبحت شخصاً ناجحاً ويعتمد عليه، شخصاً لديه مكانة لا يستهان بها في المجتمع، لكنها هنا والآن تشعر برهاب يمنعها من أن تنظر لمن حولها، قشعريرة تخبرها أن هؤلاء الذين يتحدثون في الزاوية إنما يتحدثون عنها.

للحظة تمنت أن يكون بإمكانها ترك كل شيء والهرب من هذا المكان، لكن ولأنها كبرت وتجاوزت الثلاثين كان بإمكانها هز كل ذلك ووضعه في زاوية عقلها، وأن تؤكد لنفسها أن كل هذه مجرد مشاعر اختلقها عقلها الباطن الذي يشعر بالجزع بعد كل ما مر به خلال أيام.

بوضع ذلك في بالها استطاعت أن تعود لعملها وأن ترسم ابتسامة على شفتيها بينما تستمع لتقارير موظفيها.

لكن في الحقيقة كان ما يشعر بها عقلها الباطن صحيحاً، أن من حولها كانوا يتحدثون عنها ولم يكن حديثهم أمراً سترغب بسماعه، فقد كانوا يلومونها على ما حدث لمديرهم الذي وخلال أيام قليلة انتهت علاقته بالفتاة التي كان يرغب بالزواج منها.

لا أحد منهم يعلم ما حدث بين هؤلاء الثلاثة وأدى لهذه النهاية، لم يجرؤ أحدهم على السؤال لكن ومما رأوه بأم أعينهم أن لشون جا علاقة لابد بالشجار الذي حدث بين الزوجين، وأدى لأن يبيت جي سوك أيامه الماضية في الشركة وفي النهاية أدى لإنفصاله.

ووسط ذلك كانت شون جا تتعامل كالمعتاد كأن كل ذلك لا علاقة لها به، وربما هذا ما جعلهم يلومونها أكثر، أنها تسببت –كما يظنون- بمشكلة بين الزوجين، مشكلة أدت في النهاية لإنفصالهما، ومع ذلك هي تتصرف كالمعتاد.. هذا ما كان يدور بين زملائها دون أن تعلم.

إقتربت الساعة من الواحدة وقد تفرق الفريق في مجموعات لتناول وجبة الغداء، كانت في العادة تذهب مع مجموعة مختلفة كل يوم حتى تتبادل معهم الأحاديث وتشعرهم بقربها منهم، غير ذلك فهي كانت تتناول غدائها في الغالب إما وحدها وإما برفقة جي سوك.

بالتأكيد كان الخيار الثاني غير متاح وهما لم يتبادلا كلمة لأيام، وعلى أي حال كان جي سوك قد خرج منذ الصباح الباكر وقد أعلم سكرتيرة الشركة أنه ذاهب للبحث عن شقة. وبما أن شون جا كانت تخشى أن تتلقى رداً بارداً ومجاملاً من زملائها إن إقترحت تناول الغداء معهم فقد قررت أن تناولها له وحدها هو الحل الأمثل.

كانت تلك خطتها لكن وعندما تلقى هاتفها رسالة مستعجلة من هاجون يخبرها أنه في بهو مبنى شركتها ويطلب مقابلتها تغيرت كل خططها.

أعاد هاجون هاتفه لجيب معطفه بعد أن تلقى إجابة شون جا وهي تخبره أنها تحتاج لعشر دقائق، تلفت من حوله في البهو المزدحم بالموظفين العائدين من إستراحة غدائهم، وفي زاوية البهو البعيدة وجد مقهى صغيراً بجلسة ذات كراسٍ عالية وقد بدأ يخلو مع إقتراب إنتهاء ساعة الغداء فتوجه إلى هناك طالباً لبعض الكافيين.

11:45 PMWhere stories live. Discover now