الفصل الرابع |ثُـلاثـي عَـبَـثـي|

2.2K 123 18
                                    

" غالبًا ما تُخبِئ لنا الأيام مُفاجآت سارّة أو غير سارّة ..
ربما تتعرقل بشيء ما خِلال سَيرك تقِف عِنده لحظات، لحظات بسيطة فقط ومِن ثم تُدير ظهرك بلا مُبالاة فهو شيء غير هام على أي حال ..

و لكن ربما تِلكَ اللحظات التي تعرقلت بها ووقَعَتْ عينيك على ذلِك الشيء الغير هام، ستُقلِب حياتك رأسًا على عقب فيما بعد ..

لا تستهِن بالحصى الصغيرة فسوف تتجمع وتلتحِم في يومٍ ما لتُشكِل حَجَرًا ضَخمًا يُملِئ عينيك . "

*
*
*

في مبنى الكيمياء بالدور الثالث، حيث كانت تصعد غزل الدرجات بصعوبة بالغة وتلهث بقوة ..

توقفت عند أحد الأدوار وأسندت ظهرها على الحائط تلتقط أنفاسها المُتضاربة بصعوبة وكأن عمرها تخطى السبعين ..

مالت برأسها لتجد فتاة تَهِمّ بالصعود ولكن أوقفتها سائلة :
_ معلش ده الدور التالت مش كدة ؟

أجابتها الفتاة :
_ لا ده الدور التاني الدور التالت لسة فوق .

تركتها الفتاة وصعدت، فضربت غزل جبينها بقوة ومسحت وجهها وهي تزمجر بضجر ..
.
.

دخلت المعمل الكيميائي لترى عصام يقف في المُقدِمة، فذهبت إليه وهي تضع أغراضها مُهمهِمة :
_ أنتَ بايت هنا ولا ايه !

أجابها :
_ سنة أولى مليئة بالحماس .

نظرت حولها لتفاصيل المعمل وقالت بنبرة راضية :
_ لا حلو .. متشطب تشطيب نضيف .

_ جبتي حاجتِك ؟

هزت رأسها مُجيبة :
_ آه .
أخرجت الأدوات المُحطمة من الحقيبة وأظهرتهم أمامه متابعة :
_ أهُم .

عقد حاجبيه دهشة ونظر لما بيدها مُتسائلًا :
_ ايه اللي حصل ؟

أنزلت يدها لأسفل ناظرة له بألم، مطت شفتيها أسفًا وهي تغمغم :
_ خبطت في حد ووقعوا مني .. أنتَ عارف الحاجات دي على بعضها بكام ؟
ضحك عصام قائلًا لها :
_ طيب معلش فداكِ هبقى اجيبهم لك أنا .

_ أنتَ شحات يا عصام اسكت والنبي .
وضعت يديها في جيبي بنطالها مُتابعة باستياء :
_ دلوقتي هشتغل ازاي ؟

_ هو أنتِ مفكرة أننا هنشتغل من أول يوم ؟ أنتِ عبيطة ؟؟

ثم تابع :
_ هو بس البالطو تكوني لبساه وخلاص .

هتفت وهي تُخرِج المعطف الطبي من حقيبتها :
_ صحيح فكرتني .

أخرجته وارتدته تزامنًا مع دخول مُعلِمهم كي يبدأ معهم اولى دروسهم العملية ..
*
*
*
بعد فترة يقِفان يستمعان للشرح وترتسم على ملامح غزل عدم الفهم أو ربما الغباء ..

الدراسة باللغة الإنجليزية وهذا أول درس عملي لها في هذه المادة الصعبة، لذا هي قلقة بعض الشيء ..

عَـجلِـة الـبَـخـتْWhere stories live. Discover now