الجزء التاسع

592 15 0
                                    

كمّل بتعب : يعني ردت لي روحي، بدونك ماكنت عايش اصلاً
ختمت كلامها بشهقة وسندت راسها على صدره لاشعورياً .. بكت بعبرات مسموعه وكانت عبراتها تشبه السِهام المصوّبه بدقّة لقلب سَند.. حضنها برغبة وإلحاح إلين صار النبض واحد
رفعت يدينها وضمّته بشدّة وكأنها تطلب الدخول لعالم حضنه والبُعد عن الخارج الموحش .
مـادريت ان أجمل اوقـاتي صـدف .. تمتم بهالكِلمات بلا وعي وكمّل بضعف : وين هالغيبة يا بعد روحي.. مافيه يوم ماأنتظرتك فيه
رفعت راسها له وأبعد بمقدار بسيط وناظر بعيونها وهمست بضعف : تعبت.. كنت ضايعة
سند بنبرة عتب : وليه ماجيتيني.. والله اني مشرّع لك بيبان قلبي والبيت والحي والدنيا كلها ، وش خلّاك تلدين بوجهك ومطلبك
غمّضت عيونها بأسى والنار تحرق من تحتها.. سرح بملامحها وتمنّى قرب غير هالقرب ، باس عينها بهداوة وهمس : ليتك بس قلتي أبي سند ،والله لأجيك وارمي الدنيا وراي ، لكن ليه ، ليه قلتي أسمك نوف ؟
سندت راسها على صدره ومسح على شعرها لما همست: كنت خايفة، كنت خايفة أسبب لك مشاكل
همس وهو يستشعر الراحة والمشاعر الحلوة اللي بداخله : فـداك .
رغم ارتخائها شدت حالها عليه وقالت بإرهاق : بردانه، رغم كل الحروق الي بصدري وقلبيّ انا للحين بردانه.
نزّلت ايدينه من رقبته ولفّتهم من خلف صدره وكمّلت بحرقة : خـايفه ، انا لو أرجع خطوه ورا بموت، لكن ببقى هنا ، خلني اموت بحضنك قابله
أوجعه قلبه وضاق خاطره من جديد وقال بصوت خافت : وش باقي خايفه منّه ؟
ورد بصوت مخنوق : أخاف أبعد عن حضنك.. اخاف ياخذني منك
عقد حواجبّه وتسلل الهمّ مع الخوف والحيـرة لقلبه وقال بصوت حاد : والله أن يخسى من ماكان.. من هو!
ورد رفعت راسها وقالت بشـهقة : بـتــال
أنصدم سند وحسّ بوقوع كارثة على قلبه.. قال بجمود : وليش ياخذك !
ورد : سـند، انا تزوجّته ، تزوجت بـتال !
أرتخت يده عن خصرها وإرتخت ملامحه.. سرحت عيونه ببريق وكلمـاتها تترددّ بمسمـعه ..
اقسى من الجرح ( الجرح ) لا جاك من قلب ضيّعت سنينك تمسح جروحه .



البارت 80❤❤.

ورد : سـند، انا تزوجّته ، تزوجت بـتال !
مـرّت نصف دقيقة بصمت من سند ، عيونه تحكي حجم صدمته
ومُعاناته اللي حسبها تلاشت ماتوّقع انها تضاعفت.
همس بجمود :انا ياما دعيت ان سوء شعوري ، سوء ظن ماهو صحيح ..
خبّريني ، تكذبين ؟
غمّضت عيونها بشدّة ، حاولت تتفلّت من بين إيدينه
لكنه ثبّتها بقسّوة وعاد السؤال بصوت متردّد : تكذبين ؟
اومئت براسهـا وهمست بصوت باكي : ما أكذب عليك
سرحت عيونه بتفاصيلها، عجز يتخيّل تفاصيلها اللي حبها تكون لغيره
ولا عمره فكّر مجردّ تفكير إن يكون مصيره معاها ضايع ومجهول
ولاهو متوّقع وبعز حاجته وعز تعبه من فقدانها تجازيه بمصيبة
ضاعت من يدينه فـرصته الأخيره، وسبحت أحلامه عكس التيّار " كل مافي هذه الأرض من وصف وتعبير لا تكفي لشرح دقّة مايشعر به "
أستجمع المتبقّي من قوته وقال بنبرة مهزوزة وصوت مُنهك : ما كـان عندك علم إني ابيك.. ماكان عنده علم ؟
وليـش بتّال بين الخليقة، ليش ولد عمّي يا ورد !
ليش رضيتي لنفسك تكونين زوجه ثانيه، ليش وافقتي ؟
ليش ماخبّرتيني ؟
كانت تسمع وعيونها بالأرض وتنزف دمع من حرّ مافيها
قلبها يرجف وتحسّ لو يمر سنين على هالموقف بتتذكرّه وتبكي
من بشاعة شعورها اللي مايُنتسى ..
مرر أصابعه على ذقنها ورفع راسها بقوّه له ، ثبت عيونه بعيونها
وقال بصوت أهتزت له أركان البيت : لــــيــش
أرتعبت وتضاعفت دموعها وأرتفع صوت شهقاتها ، رغم انها خافت منّه
الا انه لايزال الملجأ بالنسبة لها ، أرتمت بحضنه بدون تردد
وقالت بصوت ماينسمع من نحيبها: لإني ابي اعيش
سند ماتحرّك فيه ساكن بعد حضنها وكلّ ماحصل أخذ من عمره عمر
ومن راحته راحـه قال بصوت هادي : وانا.. كيف أعيش بعد هذا كله؟
طال صمته وطال صوت بكاها، رفع يمينه وابعدها عنّ حضنه بقسوه
وقال بهدوء : ماكنتي تعرفين ؟
ارتفع صوته الغاضب بشراسه وحدّة : ماكنتي تعرفين أني عاشقك!
و حياتي ماضيّعتها الا عليك وباليوم اللي جيت ابخطبك فيه ذلفتي
وقلتي انك نوف وهدمتي الأوّل والتالي.
لوهلة حسّت انها بتفقد وعيها من قوة تأثير الحدث وكلامه
مدت يدينها ليـده ومسكتها بقوّه وحاولت تثبًت نفسها
سـنَد رغم هذا كلّه ماأستوعب، الى الآن ماهو متخيّل ان ورد صارت لغيره كيف أن الحياة بكبرها وطولها وعرضها طاح من عينه بعد صدمته فـيها.
لملم أشتاته وسحب يده من يدينها ، وقال بخيـبة : غرست الورد
وجنيت الشـوك.
قرب لها ومسك فكّها بعنف وبعيون تنطق قهر وشرّ همس : لكن أقـسم بأغلظ الأيمان أنه مايمسّ من شعرك شعره !
وحرام حرام الدمّ ماينام بفراشك غيري
وان كانك تبيني اصير قاتل ولد عمّه أطلعي لـه ! .




سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن