(الفصل الرابع، الجزء الاول)

967 55 21
                                    

جذبت ناهد "مراد" من الأرض وأخذته في أحضانها قائلة بدموع تحسراً علي حال ابنها
_ياحبيبي هترجع والله متخفش هي بتحبك وأنت بتحبها وهترجعوا تاني صحاب

عاد مراد وعائلته إلي منزلهم... دلف مراد إلي غرفته وأعتلي فراشه محتضناً (الحصان الخشبي والمكعب) وظل يبكي حتي أرتفع صوت بكائه

فتحت ناهد باب غرفة "مراد" تلك الدمعات الصادرة من قلب ابنها جعلت قلبها يغمره الحزن.. جلست بجواره وجذبته لأحضانها.. ثم وضعت رأسه علي فخذها وهي تمرر أصابعها بين خصلات شعره حتي غلبه النوم من شدة البكاء

********************

أمام مطار القاهرة
ودعت دلال عائلتها وسط دموع حارة.. فلا يعلم أحداً منهم كم المدة التي ستمكثها دلال في " أمريكا"
أنتهي الوداع بدلوف دلال وميرال إلي صالة الركاب كي تستعدان لركوب الطائرة


**********************

صباح اليوم التالي، في ڤيلا يحيي الخديوي

أستيقظ يحيي مبكراً وأتم صلاته وقرأ ورده اليومي من القرآن كعادته.. ثم ذهب إلي ناهد كي يقوظها كي يذهبا سوياً إلي المقابر لكي يزور كلاً منهما عائلته ولكن رغبة يحيي في الزيارة كانت الأقوي، لأنه شعر بلقاء أهله المتوفين قريباً بسبب الغصة التي أحتلت قلبه في الفترات الأخيرة

: ناهد ياحبيبتي صباح الخير يلا عشان نفطر ونروح مشوارنا
قالها يحيي وهو يربت علي شعرها بعدن أن قبّل رأسها .
أستيقظت ناهد من نومها بوجه مبتسم كعادته : صباح الخير ياحبيبي، صحي مراد علي ما أجهز الفطار عشان نمشي.

(أنقطع حديثهم بعد سماع صوت صراخ يأتي من غرفة مراد ركضا إليه كي يستكشفا ما به).
مراد بفزع
: لا... ميرال لا... محدش ياخدها مني.... أنا هجيلك ياميرال

: بسم الله الرحمن الرحيم.. أهدي يا قلب أمك متخفش أنا معاك اهدي
قالتها ناهد وهي تحتضنه وتردد بعض الآيات القرآنية في أذنه كي يهدأ

: أنا عاوزها ياماما، يابابا وديني ليها والنبي
هتف مراد بدموع أنهكت قلبه وجرحت عيناه

شعر "يحيي" بإنقباض قلبه ثانيًا.. فهذه أول مرة يشعر أنه عاجز عن تحقيق شيء يطلبه ابنه
خرج من الغرفة بملامح شاحبه عاجزة عن التعبير
بينما ظلت ناهد تكمل قراءة القرآن في آذان فلذة كبدها حتي أسترخي وكفّ عن البكاء
رافقته ناهد للخارج وأجلسته بينها هي وزوجها قائلة بلُطف وهي تربت علي رأسه
:إيه رأيك أوديك تلعب ما حمزة ابن عمو نوح مش هو صاحبك في المدرسة وأنت بتحب تلعب معاه
(أقتنع مراد بحديثهم بعد رفض شديد منه ).

********************

بعد عدة ساعات وصلت دلال وأبنتها إلي مسكنهما
الجديد الذي سيظلان فيه لمدة لا يعلمها إلا الله
لم تتجاوب ميرال مع أسئلة والدتها وأضربت عن الطعام والشراب.. فعقلها لم يستوعب  حتى الآن  الصدمة التي مر بها قلبها وغير قادر علي تفسيرها

فَهلْ بعدَ الغيابِ مُـلْـتَــقَــي ؟Where stories live. Discover now