[ 𝐈 ] : الذّكريات وَ الرّجُل الجَمِيل

679 44 54
                                    

━━━━━━━ ━━━━━━━

━━━━━━━ ✰ ━━━━━━━

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


الفَراغ ..

كَان الفَراغ هُو الشّعور الوَحِيد الذّي آنسَ وُجدَان يُونجون بَعد كُلّ تِلك السّنوات التّي أمضَاها فِي مُحاولةِ إحَاطةِ نفسِه بشَتّى أنواعِ البَشر , كَانت الحَربُ القَائِمة قَد سَلبت مِنه كُلّ شَيء وَالِديه أشقّائه وَ الأهمّ مِن ذلِك رَغبتهُ فِي العَيش .. لقَد مَضت سَبعُ سَنواتٍ بالفِعل وَ لكِن لحدّ اللّحظةِ هَاتِه كَان بإمكَانِ يُونجون رُؤية تِلك الذّكرياتِ بوُضوح تَامّ كَما لَو أنّها تَحدُث مُقابِل أعيُنِه مُباشرةً

" أُمّي أبِي , لَا يُمكِنني تَركُكما خَلفِي يُمكِننا النّجاحُ فِي ذلِك جَمِيعاً " دَوى صَوتُ صُراخِ الجُنود وَ تَعالت مَعهُ أصواتُ الطَلقِ النّارِيّ وَ صَيحاتِ العَائِلات التّي مُزّقت إلى أشلاءٍ فِي الغَابة العَارِية , كَان يُونجون البَالِغُ مِن العُمرِ أربَعة عَشر عَاماً يَتشبّث بوَالِديه وَ كَأنّ حَياتهُ تَعتمِدُ عَلى ذلِك

" عَزِيزي , عَليك أنْ تَركُض بَعِيداً وَ تَختبِأ جيّداً .. مِن فضلِك عَزِيزي إنّهُم يَقترِبُون سَوف يَحصُلون عَليك "

" كَلّا أمِي , لَن أترُككِ لَا أنتِ وَ لَا أبِي وَ لَا حتّى جِيهيُو يُمكِننا جَمِيعاً عبُور الجِسر .. أرجُوكِ أمّي " غُمِرت أعيُن يُونجون بالدّمعِ الغفِير يَشعُر بطَرِيقةٍ مَا أنّ هَذا اللّقاء كَان وَداعهُ الأخِير مَع عَائِلته " أمّي أبِي سَأكُون صَبيّاً جيّداً , سَأتناولُ طَعامِي فِي الوَقت المُحدّد وَ سَأذهبُ إلى الفِراشِ فِي مَوعدٍ بَاكِر سَأُساعِدكِ فِي الخَبز وَ سَأُساعِد أبِي فِي كِتابة قِصصه سَأقُوم حتّى بمُساعدةِ جَيهيُو فِي تَمشِيط شَعرِها سَتعلمُ جِيهيُو كَم أنّنِي شَقِيقٌ رائِع أرجُوكِ أمّي أرجُوكِ أمّي سَأكُون صبّياً مُطِيعاً أعِدك .. أمّي .. أرجُوكِ " أجهَش يُونجون بَاكِياً لكِن أيْقَن وَالِديه بأنّهُما لَن يَكُونا قَادِريْن عَلى تَحقِيق ذلِك

وَ دُون سَابقِ إنذَار أُصِيب وَالِد يُونجون برصَاصةٍ فِي سَاقه يُردَع حِينها عَن أخذِ أيّ خُطوةٍ أُخرَى نحوَ الأمَام وَ فِي الجَانِب الآخَر لَم تكُن وَالِدتُه فِي وَضعٍ جيّد البتّة فَقد تَخلّى عَنها جَسدُها مَنذ زمنٍ مَضى بالفِعل

1945 ; LOVE DURING WAR || YEONBINWhere stories live. Discover now