[ 𝐈𝐈 ] : الرّسالة وَ الثُنائِيّ الظّرِيف

291 34 10
                                    

━━━━━━━ ✰ ━━━━━━━

بحُلول موعِد المَساء قَام يُونجون بزِيارة مَكتبِ إِيليُو , كَان وَالِدُ إِيليُو كَاتِباً يُشَارُ إلى أدَبِه المَرمُوق بالبِنَان وَ قَد أرادَ مِن إبنِه الأوّل وَ الوحِيد أنْ يُصبِح واحِداً أيضاً لكِن وَجد الأخِيرُ شَغفهُ وَ صِباه فِي كَونِه مُحرّراً أكثَر مِن كَونِه كَاتِباً أوْ مُؤلّفاً .. كَان يَعتقِدُ أنّه كمُحرّر سيتمكّن دائِماً مِن مَنح اللّمسةِ الجمالِيّة الأخِيرة لِلكُتب مِمّا يَجعلُها أكثَر جاذِبيّةً لِلقُراء - كَان إِيليُو مُنغمِساً فِي عَملِه لِدرجةِ أنّهُ لَم يُلاحِظ وُجود يُونجون

" أنتَ تعلمُ بأنّك تَستطِيعُ أخذَ قسطٍ صَغيرٍ مِن الرّاحة , أليْسَ كذلِك ؟ " تحدّث يُونجون بنَبرةٍ خَافِتة بَينما أُصِيب إِيليُو بالذُهولِ الشّدِيد لِدرجة أنّهُ كَاد يتعثّرُ بَين أكوامِ الرّسائِل التّي كَان قَد تمكّن أخِيراً مِن تَرتِيبها " يُوون! كَان بإمكَانِك عَلى الأقلّ طَرقُ البَابِ كَما تَعلم , لقَد أخفتنِي بشِدّة " قَهقه يُونجون وَ هُو يَضعُ مِعطفهُ عَلى الأرِيكة مُقترِباً مِن جَبلِ الرّسائِل المُتراكِمة " مَا هذِه ؟ " سَأل بَينما يَأخُذ إحدَى الرّسائِل فِي يدِه

" أُوه , هذِه هِي وَسائِلُ وَالِدي غَير العَادِيّة لِربط عَالم الكُتّاب " مُرتبِكاً تُجاه الرّدِ الذّي مُنِح إلَيْه رَفع يُونجون أحَد حَاجِبيْهِ وَ قَال " لُغةٌ بسِيطةٌ مِن فضلِك "

أخَذ إِيليُو إحدَى الرّسائِل بَين يَديه وَ شَرع فِي الحدِيث مُجدداً " كَما تَرى , يَعتقِدُ وَالِدي أنّ جَمِيع الكُتّابِ مُرتبطون بِبعضهم البَعض مُنذ أنّ غالِبيّتهُم يَستخدِمُون أقلامهُم وَ خَيالهُم ( وَ الآلاتِ الكَاتِبة هَاتِه الأيّام أيضاً ) لِصُنع قِصص جَمِيلة لِذلك وَجب تَمتِين هَذا المِيثاق وَ الإِئْتِلاف بَينهم مِن خِلال تَقوِية رَبطِهم بِبعضهم البَعض , لِذا توصّل وَالِدي إلى فِكرة أنّ الكُتّاب مِن جَمِيع أنحَاء العَالم سيُرسِلُون أحَد كُتبهِم وَ يُدوّنُون رِسالةً أعلاهُم يُشرَحون بِها كَيف وُلّدت الفِكرة فِي أذهَانِهم وَ مِن أينَ أقبَل الإلهَامُ لِلكاتب .. يُرسِل هَؤُلاء الكُتّاب الكُتب إلى مَكتبِي وَ نقُوم بتَرتِيبها بأماكِن مُختلِفة , يَأتِي بَعضُ الكُتاب لِوَضع كُتبِهم هُنا لِأنّهُم يَشعرُون أنّ قُدومهم بأنفُسِهم يَجعلُ العَملِيّة كَما تَعلم أكثَر حمِيميّة "

1945 ; LOVE DURING WAR || YEONBINWhere stories live. Discover now