المقدمة

2.2K 87 22
                                    

إسمي ميريام أسعد ...
وعمري سبعة وعشرون عاما ...
ولدت في إنجلترا وقضيت نصف عمري هناك ...
كنت الابنة الوحيدة لهما وذلك ساعدني لأنال ما أريد من الحب والإهتمام  والرعاية والدلال ...
كنت جميلة للغاية كما يصفني أي شخص يراني ...
جمالي مزيج بين ملامح الشرق والغرب ...
لا أتذكر إنني تعرضت لمشكلة ما طوال حياتي هناك في إنجلترا ولا أتذكر إنني أردت شيئا ما ولم أحصل عليه ..
طلباتي دائما مجابة و أوامري مطاعة ...
والديّ يحاوطاني برعايتهما دائما ويجلبان لي ما أريد وينفذان جميع مطالبي دون نقاش ..
هكذا عشت طوال سنوات عمري الثمانية عشر ..
مدللة وسعيدة لدرجة تجعلني أشعر إن العالم كله ملك يدي ....
فجأة تغير كل شيء وحياتي تبدلت تماما وبدأت حكايتي ....
كنت أحتفل بمناسبة عيدميلادي الثامن عشر في حفل ضخم كالعادة بوجود جميع الأصدقاء والمعارف عندما فوجئت بوالدتي تفقد وعيها ليتم نقلها الى أقرب مشفى لتأتي الصدمة الحقيقة عند إكتشافنا إصابتها بالمرض الخبيث منذ مدة طويلة ...!
كان المرض في مرحلته الأخيرة وقال الأطباء إنها لن تعيش أكثر من أربعة أشهر فقط ...
كل شيء بعدها حدث بسرعة ...
وبين يوم وليلة وجدت نفسي أعود الى البلاد مع والديّ حيث أرادت والدتي أن تقضي أيامها الأخيرة في بلدها الأم مع عائلتها حيث أخوانها والأقارب وغيرهم ...!!
عدنا الى البلاد وشعرت حينها بالرهبة من كل شيء ...
كل شيء بدا مختلفا بل الحياة كلها كانت مختلفة لكنني لم أجد الوقت لاستيعاب هذا بسبب مرض والدتي وحزني الدائم عليها ...
مرت الشهور سريعا وتوفيت والدتي وغرقت أنا في حزني الذي لا ينتهي ولم يكن حزن والدي أقل مني فهو إنغلق على نفسه تماما ورفض التعاطي مع أي شيء وكأنه لم يعد يرغب بالحياة بعدها ...
مع مرور الشهور أدركت إنني لم أخسر والدتي فقط بل خسرت والدي معها والذي دفن نفسه في العمل متجاهلا أي شيء فبات يقضي وقته كاملا ما بين العمل وغرفة نومه حيث يحيي ذكرياته مع صور والدتي ...
أما أنا فبدأت مرحلة جديدة تماما من حياتي حيث دخلت الى الجامعة وبدأت محاولات التعايش مع وضعي الجديد ...
كان لدي من الأقارب عم واحد وعمة واحد ومن جهة والدتي كان لدي خالتين وخال واحد ...!
كان لدي عمي صبيين وفتاة ...
الكبير راجح وهو يكبرني بخمسة أعوام والأصغر راضي وهو يكبرني بعام واحد فقط بينما دعاء تماثلني عمرا ..
اما عمتي فلديها ابنة واحدة فقط إسمها ليان وهي أيضا تماثلني عمرا وقد نشأت بيننا صداقة وطيدة عكس دعاء التي لم أتفق معها بكل أسف ...!
مرت شهور أخرى وأنهيت سنتي الجامعية الأولى بتفوق لم يبدُ غريبا فأنا منذ عودتي الى البلاد لا أفعل شيئا سوى المذاكرة والذهاب الى الجامعة فلا أصدقاء مقربون لدي ولا أخرج من المنزل الا نادرا ...
فجأة تحولت حياتي الصاخبة الى أخرى منغلقة لا تشبه ما عشته ...
هكذا كانت تسير حياتي بشكل ممل لا يعجبني لكنني مجبرة على التعايش معه حتى ذلك اليوم الذي تعرفت به على عمر الشاب الوسيم ذو الشخصية الجذابة ..
كان عمر يكبرني بأربعة أعوام تعرفت عليه بالصدفة البحتة وأنا أشتري هدية لوالدي بمناسبة يوم ميلاده محاولة مني للتقرب منه وإخراجه قليلا من تلك الدائرة المغلقة التي يعيش فيها ...
أعتقد إنني وقعت في غرامه منذ اللحظة الأولى عندما تلاقت عيني بعينه صدفة فشعرت بالإنجذاب كليا له وهو شعر بنفس الشيء ...
لم أتردد لحظة وأنا أسأله عن عطر مناسب لشراءه مدعية الجهل في عطور الرجال وحينها أخبرني هو فورا عن إسم العطر الذي يفضله وسألني بإهتمام عن هوية الشخص الذي سأشتري العطر له فأخبرته إنني سأشتريه لوالدي ولاحظت وقتها الراحة التي كست ملامحه عندما علم إن الهدية لوالدي ...
تعرفنا على بعضنا يومها وبدأنا نتحدث في الهاتف بل ونخرج سويا حيث عرفت الكثير عنه وعن عائلته فهو ينتمي لعائلة ثرية هو الإبن الوحيد لها مع أربعة فتيات ...
يدرس الطب بناء على رغبة العائلة التي تريد له الأفضل في كل شيء ..
كنت أغرق في حبي له تدريجيا وهو كذلك ..
مرت ستة أشهر ونحن سويا غارقين في مشاعرنا وحبنا الأبدي كما ظننا ...
أتذكر بعدها ذلك اليوم جيدا عندما علمت بوجود عمر في المشفى بسبب حادث فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أركض بسرعة اتجاه اول سيارة أجرة وأغادر حيث المشفى لأجده بخير بإستثناء إصابة خفيفة في رأسه ليخبرني إنه بخيرولم يتعرض للأذى ..
حدثني عما حدث وشجاره مع والده والذي أدى لتركه المنزل منفعلا بهذه الطريقة ليقود السيارة بسرعة شديدة أدت لحدوث ذلك الحادث والذي من حسن حظه مر على خير ...
رافقته الى اليخت الخاص به والذي سيقضي به ليلته بل ليال أخرى كما أخبرني فهو قرر ألا يعود الى المنزل أبدا وسيعتمد على نفسه بعد الآن ..
حاولت تهدئته وأخبرته إنني سأعد عصير الليمون لتهدئته ...
كانت المرة الأولى التي أرى بها اليخت خاصته فدفعني الفضول لرؤيته كله عندما تحركت داخله حتى وصلت الى غرفة النوم الصغيرة فوقفت أتأملها للحظات حتى شهقت بصدمة وانا أجد عمر خلفي ...
حينها ضحك عمر وهو يحاول تهدئتي ثم غير الموضوع وهو يسألني عن رأيي باليخت فأخبرته وأنا أتحرك بعفوية داخل غرفة النوم الصغيرة إنه رائع غافلة عن نظراته التي أخذت تتحرك فوق جسدي برغبة شديدة لم أنتبه لها في خضم حماسي ...
شهقت مجددا وأنا أشعر بنفسي فجأة أسقط فوق جسده بعدما جذبني بذراعيه نحوه ..
غرقت في عينيه الرائعتين للحظات فسمعته يهمس لي بشوق جارف :-
" أنت جميلة .. بل رائعة الجمال ..."
لم أستوعب بعدما ما حدث فوجدت نفسي أغرق معه في قبلاته التي تفاعلت معها بعفوية لم أدركها حتى غرقت تماما معه في لذة اللحظة ومنحته جسدي دون وعي ...
ما إن إستوعبت ما حدث حتى شهقت باكية بعنف وأنا لا أصدق إنني فعلت ما فعلته ومنحته جسدي دون رباط شرعي ...
كيف حدث هذا وكيف سلمته جسدي بهذه السهولة كأي عاهرة لا تساوي شيئا ..؟!
أخذ عمر يحاول تهدئتي وهو يعتذر مني مرارا ويخبرني إنه فقد سيطرته على نفسه أمام جمالي فسيطرت مشاعره عليه وحدث ما حدث ...
أسرعت بعدها أرتدي ملابسه وأنا أرفض سماع حديثه ومبرراته وإعتذاراته وغادرت اليخت المسرعة ودموعي تغرق وجهي ..
بقيت في غرفتي ليومين كاملين لم يتوقف فيهما عمر عن محاولات التواصل معي لكنني رفضت جميع إتصالاته ...
أتت ليان إبنة عمتي في اليوم الثالث وهي تحمل لي رسالة من عمر بينما تتسائل بإستغراب عن سبب خلافنا حيث كانت هي الوحيدة من تعرف ما يجمعني بعمر ..
أخذت الرسالة وتجاهلت أسئلتها وفتحتها سريعا لأجده كتب لي بخطه الأنيق :-
" سامحيني ميريام ... أنا أحبك حقا ولم أقصد ما فعلته .. أقسم لك إنني أحبك .. سامحيني أرجوك .. أحبك أكثر من أي شيء ..."
إنهرت باكية وأنا أقرا كلماته القليلة عدة مرات حتى غرقت في النوم وانا ما زلت أحتضن الرسالة ...
بعدها توقف عمر عن محاولاته للتواصل معي فظننت إنه تركني على راحتي قليلا عل وعسى أهدأ ...
مر إسبوعين ولم يتصل عمر بي حتى شعرت بالخوف عليه فقررت الإتصال به لكن هاتفه كان مغلقا ....
وبعد ثلاثة أيام قضيتها في محاولات إتصالي بها الفاشلة حسمت أمري وذهبت الى منزله أسأل عنه ليخبرني حارس المنزل إن عمر سافر مع عائلته خارج البلاد حيث قررت العائلة الهجرة الى أمريكا دون رجعة ..
سيطرت الصدمة عليّ لثواني وعقلي يرفض تصديق ما سمعه حتى فقدت وعيي تماما وأنا أتمنى أن تكون هذه النهاية بينما في الحقيقة كانت هذه بداية حكايتي المعقدة في كل شيء ...
انتهت المقدمة ...
تفاعل بليز ❤️❤️

خطيئة ميريام Where stories live. Discover now