آسف أن أروي لكم أنني ضحكت بشكل هيستيري عندما أغلق الباب وراء فرانكلين كلارك نظر إلي بوارو باندهاش بسيط قلت :
- لأنك أخبرته بأن جريمته ليست منصفة .
- كان ذلك صحيحا تماما فقد كانت جريمة بشعة ليس ذلك لقتل أخيه فحسب ولكن لقسوة الحكم على شخص تعيس بأن يحيا حياة ميتة فاصطياد الثعلب ووضعه في قفص وعدم تركه يهرب ليس شيئاً منصفا .
تنهدت میجان برنارد تنهيدة عميقة :
- لا أستطيع أن أصدق ذلك ، هل هذا صحيح ؟ .
- نعم يا آنسة إن الكابوس قد زال .
نظرت إليه وقد تورد لونها التفت بوارو إلى فريزر :
- تملك خوف مستمر الآنسة ميجان أن تكون أنت الذي ارتكبت الجريمة الثانية .
قال دونالد فریزر بهدوء :
- لقد تخيلت أنا نفسي ذلك في وقت ما .
- أكان ذلك بسبب الحلم الذي رأيته ؟ .
ثم اقترب قليلاً من الشاب وخفض صوته حتى يكون الكلام سرا :
- إن الحلم الذي رأيته له تفسير طبيعي وهو أنك اكتشفت أن صورة الأخت بدأت تزول من ذاكرتك بالفعل وحلت محلها الأخت الأخرى فقد حلت الآنسة ميجان محل أختها في قلبك ولكنك لا تستطيع تصور عدم إخلاصك السريع للفتاة القتيلة تحاول جاهدا أن تقتل هذا التفكير لتقضي عليه وهذا هو تفسير الحلم .
وجه دونالد نظره إلى ميجان
قال بوارو بلطف :
- لا تخف من النسيان فهي لا تستحق أن يذكرها أحد أما بالنسبة للآنسة ميجان فقد وجدت فتاة لا يوجد منها الكثير فتاة ذات قلب رائع .
أشرقت عينا دونالد فريزر وقال :
- اعتقد انك على صواب .
تجمعنا حول بوارو نطرح الاسئلة لنستوضح هذه الجزئية او تلك :
- هذه الأسئلة يا بوارو التي طرحتها على كل واحد منا هل كان وراءها هدف معين ؟ .
- البعض منها كان عبارة عن دعابات بسيطة ولكنني توصلت من خلالها إلى شيء أردت معرفته وهو ان فرانكلين كلارك كان في لندن عندما وصلت الرسالة الأولى وأردت أيضا أن أرى وجهه عندما طرحت سؤالي على الآنسة ثورا فلم يكن مستعدا لهذه المفاجأة ورأيت الشر والغضب في عينيه .
قالت ثورا :
- أنت لم تراعي مشاعري .
قال بوارو بجفاء :
- لا أتخيل أنكي قد أعطيتي إجابة صادقة عن سؤالي يا آنسة والآن خاب أملك الثاني ف فرانكلين كلارك لن يرث ثروة أخيه .
رفعت رأسها وقالت :
- هل يوجد ضرورة لبقائي هنا وإهانة كرامتي ؟ .
قال بوارو وهو يفتح الباب لها بأدب :
- لا توجد أي ضرورة .
قلت باهتمام :
- البصمة حسمت الأمر يـا بـوارو فقد انهار تماما عندما ذكرت له ذلك .
- نعم إن البصمات مفيدة للغاية .
ثم أضاف باهتمام :
- لقد وضعت هذا الدليل لكي أرضيك يا صديقي .
قلت صائحا :
- ولكن ألم يكن ذلك صحيحا یا بوارو ؟ .
قال بوارو :
- على الإطلاق يا صديقي .
لابد أن أذكر زيارة ألكساندر بونابرت كاست لنا بعد عدة أيام فبعد أن صافح يـد بـوارو بحرارة محاولاً أن يشكره بتردد وتلعثم اعتدل السيد كاست وقال :
- هل تعلم أن جريدة قد عرضت علي بالفعل مائة جنيه في مقابل رواية مختصرة عن حياتي وتاريخي وأنا لا أعلم حقا ماذا أفعل .
قال بوارو :
- لو كنت في مكانك لن أقبل مائة جنيه كن حازما وقل المبلغ الذي أريده هو خمسمائة ولا تقتصر على جريدة واحدة .
- هل تعتقد حقا أنني ربما .
قال بوارو :
- لابد أن تدرك أنك رجل مشهور جدا ومن الناحية العملية أشهر رجل في كل إنجلترا حاليا .
اعتدل السيد كاست أكثر وتهلل وجهه من الفرح :
- أتعلم أعتقد أنك على صواب مشهور في كل الصحف سأعمل بنصيحتك يا سيد بوارو فهذه الأموال ستكون مصدرا للسعادة مصدرا للفرحة سأقوم بقضاء إجازة قصيرة ثم بعد ذلك أريد أن أقدم هدية زفاف لـ ليلي ماربري فتاة عزيزة على قلبي یا سید بوارو إنها فتاة عزيزة على قلبي حقا .
ربت بوارو على كتفه مشجعا إياه :
- عندك حق تمتع بوقتك و نصيحة بسيطة ما رأيك في زيارة إلى أحد أطباء العيون فنوبات الصداع التي تنتابك ربما يكون سببها أنك في حاجة إلى نظارة جديدة .
- أتعتقد أن ذلك هو السبب طيلة هذا الوقت ؟ .
- نعم .
صافحه السيد كاست بحرارة :
- أنت رجل عظيم يا سيد بوارو .
وكالعادة لم يحقر بوارو من شأن المجاملة ولم ينجح أيضاً في أن يظهر متواضعا وعندما خرج السيد كاست وهو يختال في مشيته كرجل مهم ابتسم لي صديقي القديم و قال :
- هكذا يا هاستنجز لقد ذهبنا للصيد مرة أخرى أليس كذلك فلتحيا الرياضة ...
*****النهاية*****
