2

25 5 0
                                    

تجوب ايلا مركز الشرطة متصلة بأخيها ،محاولة معرفة السبب ، فلم تهتم إلى ملابسها المنزلية أو تسريحة شعرها الفوضوية   فهي ترغب بشدة معرفة ماأصاب زوجها  ،تدرك جيدا بأنه وقع في شرك شخص ما وستعمل على إيجاده عاجلا أم آجلا .  أفكار كثيرة تتسرب داخلها وتراقب ملامح كل من يعترضها وتدقق كثيرا خائفة جدا عليه ،الصحافة خارجا تريد أحدا منهم أن يوضح مايجري ، إنها تعاني من أفكارها ، من توترها ، من الضوضاء فهي لاتحتمل الضغط  ،إنها تريد شخصا يواسيها ويخبرها بأن تتوقف عن تفكيرها المفرط ولكن ذلك الشخص .. لاتعلم ماسيصيبه لقد اعتاد جيمين مواساتها ،مساعدتها على التخلص من التفكير المفرط كعادة يومية وأن  لا تهتم بالتفاصيل السطحية فهي لاتحتاج جل ذلك الاهتمام ورغم ذلك فعادتها لاتزال متواجدة ولاتزال تطلب الحرية من آليات الكبت خاصتها .

اقتربت من مينا وجلست حذوها تغمض عينيها قليلا عل هذه الطريقة تريحها ومن ثم قالت بهدوء

"هل اتصلت بأخيك ؟"

انتظرت مينا التي أمسكت الهاتف بين يديها تدون ماستقوله لها لتقرأ ايلا ردها وقد اتضح بأنها اتصلت به وقد كان قلقا عندما لم تتحكم بصوتها المرتجف  فربتت حينها على كتفها وضمتها إلى حضنها قليلا تحاول تهدئتها وقد تفاقمت أفكارها أكثر من قبل وصارت تتخيل طريقة كلامها مع أخيها وتحاول تحليل شخصيتها المضطربة وعلى حسب احمرار عينيها فلقد أجهشت بالبكاء ، زفرت بعضا من الهواء وبحثت في حقيبة يدها عن سماعات لتشاهد حلقة من برنامجها المفضل" خلف السطور" فربما تشتت نفسها من أفكارها وتحاول أن تحظى بالقليل من الراحة .

ولكن للأسف لم تجدها لقد أحضرت هاتفها وهناك بعض من المناديل الورقية وقلم أزرق جاف فتنهدت ومن ثم قالت محاولة فتح حوار مع مينا وهي تقول 

"أتمنى أن يصل باكرا لم أعد قادرة على التحمل "


داعبت مينا  شعرها بخفة فهي تعلم بأن هذه الحركة تخفض  من الضغط وتنشط الدورة الدموية  مما يؤدي إلى راحة

 

"شكرا مينا أين والدتك؟"

قلبت بصرها في الأرجاء ومن ثم نفت برأسها جالسة على المقعد  ،خائفة على أخيها ،منزعجة من قلة معرفتها وطالبة بعضا من الهدوء ،عادت لتنظر ايلا التي نهضت منذ قليل مقتربة من  الشرطي وهي تسأله

"أيها الشرطي أين ذهبت السيدة بارك؟"

"لقد  ذهبت رفقة المفتش لرؤية المتهم الذي يتم استجوابه في الوقت الحالي"

"لما لم تخبرني؟ أريد رؤيته"

قالت كلامها وهي تحاول أن تقف بثبات فلقد خارت قواها وتشعر بصداع رهيب يرافقه دوخة وذلك بسبب نقص في السكر ،أدخلت أصابعها في جيب سترتها السوداء  ومن حسن حظها أنها وجدت قطعة من الشكولاطة لقد تناولتها بنهم

ShadowOù les histoires vivent. Découvrez maintenant