/15/

41 17 13
                                    


كان مستلقي على أرضية الحمام لسبب لا يعلمه ينظر للسقف بشرود ، بعد فترة نهض بسبب شعوره بالمياه تتدفق من حوض الاستحمام  ، زحف قدميه ليغلق الماء ثم يلقي نفسه داخل الحوض متسببا في انسكاب المزيد

كان يفكر كثيرا كما لو ان هناك من يقرع طبل في رأسه و هو فقط يستمع للأيقاع المتواتر ، اغرق رأسه داخل الحوض و لا يظهر على على السطح سوا شعره و هو يطوف للأعلى

عندما شعر ان الأكسجين انتهى و ادرك انه يجب عليه الخروج الان نهض على مهله حتى لا يسقط ، خرج من الحمام ليرتدي شيئا لم يرى ما هو اصلا ، وقف امام المرأة و تنهد بقوة قبل أن يبدأ بمد فقرات ظهره

حمل الفرشاة و بدأ يمشط شعره قبل أن يلاحظ اتصال من هاتفه برقم ألماني كان قد حصل عليه من مدة ، رفع الهاتف دون ان يقرأ اسم المتصل كونه فقد الاهتمام حيال ذلك

- ايمانويل اين انت

تعجب الفتى من الصوت غير المألوف و اجبره هذا على أبعاد الهاتف من اذنه و التحقق من اسم المتصل ، كان مكتوبا بالخط العريض " وجه النحس " و رقم ينتهي ب309 انه ارميا

- ايما اهلا

تحدث صوت اخر هذه المرة كان صوت ارميا شديد البرودة ، قابله ايمانويل بالسؤال عن ماهية الشخص الاخر فأجابه ارميا بكل بساطة " احمق اجلس معه الان " تعجب للغاية و لكن استبدل جميع الاسئلة بواحد اكثر ذكاء " لما تتصل اذا "

حل صمت من الجهة الأخرى قبل أن يتنهد ارميا بقوة ثم يقول " كنت اريد خدمة منه و هذا هو المقابل البسيط الذي طلبه " اخذ الامر ثواني من ايمانويل ليستوعب ما قاله الاخر ثم لم يتقبل ان الاخر يتاجر به " سأعيد له الهاتف ليسلم عليك "

كان ايمانويل يريد اغلاق الهاتف في وجهه بشدة لكنه لم يفعل فضل الحفاظ على الاجواء اكثر هدوءا " اهلا انا ايمانويل من اكلم .." كان سؤاله ليس حقيقا لا يتطلع لاي إجابة فعلا ، فقط يريد ان ينتهي هذا .. ان كان الاخر مهتما بالتعرف على ايمانويل حقا فل يعطه ما يريد

- لا تهتم ، ايمانويل ، اذا كم تبلغ من العمر
- اثنان و عشرون

اغلق الاخر الخط في وجهه و جعل ايمانويل يقف حائرا قبل أن يلعن من تحت أنفاسه و هو يرمي الهاتف ثم يلقي نفسه على السرير المرتب
.
.
.

اغلق الفتى الهاتف و هو ينظر للأسم المسجل.         " المزهرية "  و اعاده للأخر الذي يدخن ثم جلس جانبه

- اذا ريكس هل انت موافق
- السؤال مطروح لك ، هل يناسبك ايما
- يفي بالغرض

اطفأ ارميا سيجارته ثم رمى قفازاته مقطوعة الاصابع و نهض و لم يكن الأيطار الذي يضع قدميه عليه مريحا على اي حال ، تمعن في تفاصيل المكان ثم نزع القبعة التي كانت على رأسه و تخفي شعره كله تقريبا ، عبث بشعره قبل أن يرفع رأسه للأعلى

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن