15 {ذِكْرَيَاتٌ عَابِرَة}

71 6 6
                                    

اوكي الفصل طويل ٣٥٩٩ كلمة و الله ما عرفت حالي🙂
اذا كنت متفرغ تابع الفصل و ان لم تكن كذلك تابعه ايضا و صوت بنجمة من فضلك
الفصل مقدما دون مرجعة
Let's start

~~~~

انه منتصف الليل و هو في مضجعه
النوم هرب من عينيه تاركا اياه مع هالات سوداء تحتها
الحمى قد نالت من عقله تاركة اياه يهذي، يتذكر كل ذكرياته السابقة
يتنفس بعنف في جوف تلك الغرفة المظلمة
و لا يكاد يسمع اي صوت الا صوت انفاسه المتضاربة
بشرته شاحبة، عيونه ذابلة، شهيته للطعام مفقودة، و الارق قد نال منه
الالم كان يمزق صدره
جنتاه مشتعلتان من الحرارة و التي تكبحها الكمادة الباردة بالكاد
هناك الى جانبه يشعر بوجود احدهم يفتح عينيه بتعب
رؤيته مشوشة للغاية، كل ما رآه هو كتلتان من السواد الا انه ادرك بالفعل من يكونان
هو يشعر بالم فظيع الم لم يشعر به يوما و لن يواجه مثله مجددا ربما ان كان محظوظا
اغمض عينيه بتعب يشعر ان وعيه بدأ ينجرف ببطء، ليذهب الى اعمق ذكرياته كما لو ان مرضه كل مرة مان لتذكيره بمن هو و من حيث اتى
اولى ذكرياته مانت حينما ولد في ليلة ممطرة و الرعد و البرق هو ما اضاء سماء الليل و في تلك الليلة سُمعت صرخة مدوية لطفل ولد منذ لحظات
لقد كانت تلك بداية الكارثة، بداية اللعنة التي ألمّت به
كان هو هناك في ركن تلك الزاوية المظلمة يشاهد نفسه الصغيرة التي ولدت للتو
حملته والدته بتعب لتومض عيناها الزرقاوتان بوميض ضعيف

"مرحبا بك في عالمنا، شيل"

رأى وجها مشوشا هناك و بدأت معالمه تتوضح شيئا فشيئا ليرى والده صاحب الشعر الاسود و العينين الحمراوتين المشعتين
اظلم المكان حوله فجأة ليظهر ضوء قدم من قبس من النار و النور اصبح انوار و السواد مُلِئ بالتناقضات رجال و نساء منهم من امتلك الشعر و الاسود و منهم من امتلك الشعر الابيض
الاعين تومض بغضب

"اقتلوه! اقتلوه! اقتلوه!"

والداه تعرقا عرقا باردا يقفان امام الباب امام عشرات الازواج من الاعين الغاضبة
ما فعلاه كان اثما عظيما
كيف ترضى الملائكة ان تدنس بياضها بالسواد
و كيف للشياطين ان تسمح لشعاع نور ان يسطع في ظلمتها ليبددها
ببساطة هذا ما فعله كلاهما
انه اثم! انها خطيئة!
كانت نفسه الصغيرة هناك تنظر من خلف الباب الورقي التقليدي بتعابير تطالب بتفسير
لم يريدون قتله؟ ما الذي فعله؟ هذه الاسئلة كانت تدور في رأسه مرارا و تكرارا
الان هو يتذكر تلك الذكرى بوضوح هؤلاء كانوا سبب الموهوبين الأوائل
كانوا عشيرتين تشكلان الابيض و الاسود
الخير و الشر
الملائكة و الشياطين
و هو ما جمع كل هذا لقد كره نفسه و كره من يكون و كره سبب وجوده
تبدل المكان مرة اخرى
كانت ليلة توسط القمر الدموي بها السماء في ليلة لم يسمع بها الا صوت حفيف اوراق الشجر من الرياح التي ضربتها
سمعوا صوتا غير مألوف
كان صوت خطوات ثقيلة على الخشب البالي
تجمعت الدموع في عيون  الامرأة صاحبة الشعر الابيض الثلجي و هي تحمل صغيرها
الرجل ذو الشعر الاسود الفاحم و الاعين القرمزية امسك يدها
و في احدى زوايا تلك الغرفة الصغيرة جلسوا
و وضعوا الطفل في تلك الغرفة السرية الصغيرة تطمئنه امه و تقول انه سيكون بامان بعينيها الباكية
لكن عيون الطفل المتغايرة تظهر الفراغ
و ما ان تغلق امه عليه الغطاء حتى سمع صوت الباب....... يسحب ببطء
صوت الخطوات اصبح واضحا جدا كيف لا و هم فوقه
فجأة صوت صرخة طغى على هدوء تلك الليلة
ما الذي حدث؟
دماء قرمزية لوثت الباب التقليدي و ارضية المنزل لتتسرب للاسفل
الدماء الان على وجنتيه دماء والديه
لا زال بامكانه سماع تلك الخطوات تتنقل هنا و هناك ليست لشخص او اثنين بل لعشرةٍ او اكثر من الرجال
و فجأة حل الهدوء دماء والديه التي تسربت بدأت تضرب ارضية غرفته السرية لم تكن الا ثوان و وجدوه لم يكن يمانع يتمنى الموت هنا
و لكن....
لم يرد ان يموت قبل ان يمزقهم لاشلاء
قبل ان يحطم احلامهم و امنياتهم
قبل ان يلعن من لعنوه
لم يرد الموت قبل أن يذيقهم الالم و الويلات
و في تلك الليلة قد خلقوا الوحش الذي ارادوا محيه
الدماء و الجثث انتشرت في كل مكان
تقدم للامام حيث رأى اكبرهم

Teched criminal {dazai's novel} Where stories live. Discover now