fifth

15 5 3
                                    

رنّ هاتف رئيس المفوضين.

للتو قد أنهى حديثه مع النائب العام -السيد كارلوس-، وهو في طريقه بسيارته إلى سين، أخبره ألا يستعين بسيارة الشرطة ليبدو الأمر عاديًا ولا يخيف الجيران.

هل يكون أمرًا مهمًا؟ أم نسيَ شيئًا؟

فتح الإتصال.

"سيدي-"

"كم بقي لك لتصل إلى شقة سين؟"

لاحظ رئيس المفوضين لهجة كارلوس؛ مستعجلة، جادة.

"تبقي ثلاثة دقائق، ما الأمر؟"

"اجعلها أقل من دقيقة، تم إقتحام شقتها واتصل بنا أخيها، أرسلت وحدة الإنقاذ في الطريق، أشك انه تم اختطافها."
قال كارلوس على الخط.

تذمر رئيس المفوضين بداخله.

تبًا.

وكان يظن إن يومه سينتهي بأكل وجبة عشاء مع زوجته.

"أخيها ما زال في الشقة؟"
سأل رئيس المفوضين-المدعو لاود-.

"هو كذلك، مختبئ في خزانة معينة، احرص على إخراجه وتهدئته، سنعتني بأمر سين."

سيعتنون؟

ثم لاحظ رئيس المفوضين صوت السيارات التي تصدر من سماعة كارلوس.

كأنه في سيارته كذلك، أي خارجٌ من مركز الأمن.

"إلى أين أنت ذاهب؟"

أوقف لاود سيارته بقرب الشقق، لم يكن مبنىً حقًا، كان عبارة عن سلم يوصل الطوابق ببعضها -أربعة طوابق- و36 باب، كل باب شقة.

أرخص الشقق بالفعل.

خرج لاود من سيارته ثم أقفلها، كان يضع هاتفه بقرب إذنه ليستمع إلى الخط، بذات الوقت كان يبحث عن الشقة 32.

ثم رآها.

"ليس من شأنك، استمع، لا يوجد سوى الطفل في الشقة، ألم تصل بعد؟" قال كارلوس بقلق يتضح بصوته.

"لقد وصلت، و..باب الشقة مفتوح."

"عندما تدخل الشقة أخبرني بحال الطفل."

"قلت إنه في خزانة صحيح؟"
تأكد لاود وهو في طريقه إلى سلم الطابق الثاني.

"أجل."

ثم سمع كارلوس وهو يحدث أحدهم على خط في هاتفه الآخر، صوته كان يبدو بعيد لهذا السبب.

"أظنني أرى السيارة أمامي."
قال كارلوس لأحدهم، ربما يتحدث مع فريق الإنقاذ.

"بيضاء؟ هل تأكدت من اللائحة؟"
قال الشخص الآخر، صوت رجل.

مشوش قليلًا.

"أجل، هي بحد ذاتها."

أقفل رئيس المفوضين الإتصال وهو يدخل الشقة المطلوبة.

كان يفكر لاود، لمَ لم يأخذوا الطفل؟

بدا كأن رئيسهم لم يعرف بوجود ليو أساسًا.

وإن رئيسهم غبي لدرجة أنهُ لم يفكر بأن يبحث عن خلفية الفتاة.

وجهة نظر كارلوس.

وقفت السيارة البيضاء على جانب الرصيف، ثم خرج رجلٌ ذو رداءٍ أسود وهو يمسك بذراع امرأة من السيارة.

سين.

تبًا.

لم تبدُ في وعيها مطلقًا.

أمسك كارلوس بمسدسه محتاطًا وفتح باب سيارته ببطء.

يبدو إنها ستكون ليلة دموية.

خرج شخصٌ آخر وذو رداء أسود كذلك من السيارة.

إذًا كانا رجلين.

Plannedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن