كبرياء وهوى.

63 15 3
                                    



في عطلة نهاية الأسبوع، الحديقة مكتظّةٌ بالنّاس منذ الصّباح الباكر، اليوم سألاقي صديقتي مريم هنا في الحديقة.
بينما أنتظرها، فرشتُ المفرش الخاصّ بالطّعام على العشب الأخضر، فهبَّت رائحة النّدى الممزوجة بالتّراب لتعطي راحةً لا يمكن وصفها.

لا ينقص هذا السّلام سوى مريم».

أخرجتُ روايةً من حقيبتي لأقرأها، رواية (كبرياء وهوى) لكاتبتِي المفضلة جين أوستن، إذ لا يكتمل العام عندي إن لّم أقرأها وأتلذّذ بأحداثها التي أقلّ ما يُقال عنها مشوّقة، أحبُّ هذا النّوع من الرّوايات وأسلوب هذه الكاتبة بالذّات.
وبينما أرمي حبّة الفستق للأعلى حتّى ألتقطها بفمي،  فجأةً سقطت حبّة الفستق على رأسي؛ بسبب شرودي عندما سمعتُ أحدًا يصرخ: حلاااااا».

نظرتُ إليها بعبوسٍ طفيف
وأخيرًا أتيتِ، آنسة مريم!».

لقد كان الازدحامُ شديدًا؛ فاليوم عطلة والجميع في الشّارع».

همهمتُ موافقةً لها: «إذن، هيّا نجلس في الهواء الطّلق يا صديقتي الصّدوقة، وننسى الهموم، ونتّفق على مَن يضايقنا».

ضحكنا معًا عندما ذكرت اتفاقنا على مَن يزعجنا، ليلفت مريم الرّواية الموضوعة جانبي
كبرياء وهوى، روايتكِ الرّسميّة كلّ عام، ألم تمَلّي منها؟

أجبت: «لو قرأتها لأعجبتك، ولكن هيهات، فقط تُلقين الملاحظات».

لأننّي أرى روايات العصر الفكتوريّ مجحفة بحقّ المرأة، فلا يصوّرون أحلامها إلّا رجلًا لتتزوّجه يملك بضع آلاف الجنيهات كمردودٍ كلّ عام».

لكنّ هذه الرواية مختلفة، فالكاتبة نشأت في عائلةٍ علّمتها الاستقلال والاعتماد على نفسها، وتجسّد شخصيّتها في بطلات رواياتها».

نَسِيجُ الأحرُفِ.Where stories live. Discover now