كضم الغيظ

42 16 6
                                    

تشاورت قريش ' يعلمون انهم على خطأ ولو أختارو الحرب على محمد وأصحابة سيكون الحق ضدهم وتنحاز قبائل العرب الى محمداً وربما يقاتلون معه قريشاً ومن معها.

ثم اتفقت قريش بعد ذالك إرسال مبعوث لها لمفاوضة المسلمين واطلاق سراح عثمان بن عفان ، نعم لقد كان عثمان محتجزاً عندهم .

وبينما المسلمين يتجهزون للقتال اذا هم يرو رجلاً راكباً ناقته يتوجه نحوهم ، نعم انه عثمان الجواد رضي الله عنه فرح المسلمين لسلامته ورجوعه 

وبينما بطلنا عبد الله بن سهيل جالساً يفكر وينشد الأبيات في شوقه لمكه يتسآل . أيعقل ان نعود ولا ندخل مكة ونحن على ابوابها ؟ وإذا بمجموعة من الرجال قادمون نحو معسكر المسلمين على رأسهم رجلاً يكاد عبد الله ان يعرفه ثم يقتربون حتى عرفهم  ، انه أبوه سهيل بن عمرو أرسلته قريشاً للتفاوض وعقد صلح بينهم وبين المسلمين.

تخيلو معي موقف عبد الله. الشاب الشجاع والبطل المغوار المؤمن الموحد بلله وهو يرى والده يتفاوض بإسم مشركي قريش . مع قائدة ورسوله .

وصل وفد قريش بقيادة سهيل بن عمرو  وبدأ التفاوض بينهم وبين محمداً وكبار الصحابه ومن بينهم عبد الله ابن سهيل وبدأت المفاوضات واتفقو على شروط منها

ان يعود محمداً وأصحابه هذا العام ويأتون في العام القادم للعمره
ان تتوقف الحرب بين الطرفين لمدة عشرة سنين
من أراد ان يدخل من القبائل في حلف مع محمداً فليدخل
ومن أرد ان يدخل من القبائل  في حلف قريش فليدخل
من جاء  مرتداً من المسلمين الى قريش فلا ترده قريش
ومن جاء مسلماً من قريش الى محمد فعلى محمداً رده

كان الشرط الأخير شديييداً على الصحابة  أيعقل ان يسلمو من جاءهم مسلماً مستجيراً بهم؟
وبينما هم كذالك اذا شاب جاءهم من جهة مكة يجر الحديد والسلاسل في يده خرج عبد الله من خيمة المفاوضات ليرى من هذا الشاب، لقد عرفه انه اخوه ابو جندل رضي الله عنه لم يتمالك  عبد الله نفسه ولا يعرف كيف يتصرف 
ابو جندل يصيح : يا معشر المسلمين أقيلوني وآووني من المشركين

عبد الله يرمقه ببصره، اخوه الذي في سجن ابيه لسنييين طويله وهو في القيد والسلاسل .
خرج جميع من في خيمة المفاوضات وخرج سهيل بن عمر وأمسك بيد ابو جندل ويجره  وهو يقول للمسلمين : قد مضت القضية بيني وبينكم قبل أن يأتي هذا . نكر الصحابة ذالك وغضبو غضباً شديداً ،كيف يردو من أتاهم مسلماً لآئذاً بهم .
أما أبو جندل فكان يصيح بأعلى صوته " يا معشر المسلمين أأرد الى المشركين يفتنونني عن ديني؟
اما عبد الله فقد تمالك نفسه بعد ان سمع رسول الله يقول " يا أبو جندل اصبر واحتسب ان الله جاعلاً لك ولمن معك فرجاً ومخرجا .

رُد ابو جندل مع والده بعد ان كُتب الإتفاق .

تخيل معي حالة عبد الله. وحالة جميع الصحابة وهم في تلك الحاله مغتاضين مما رأو خصوصاً  ردّ أبو جندل  وحالة عبد الله وهو يرى أبوه يتفاوض بإسم مشركي قريش. واخوه المسلم وهو يردّ الى الكفار مكتفاً
ثارت حميتهم لكنهم لم يتجاوزو حدودهم مع قائدهم ورسولهم محمداً
وسلّمو اليه أمرهم .
أمرهم النبي صلى الله علية واله وسلم بالتحلل من الإحرام والعودة الى المدينة  . لم يردو عليه ولا بكلمه. ، أمرهم ثانيةً. ولم يردو عليه لما في صدورهم من غضب مما حدث فدخل رسول الله الى خيمته يطرق يدا بيد وحزين لما حدث  فقالت له زوجته ام سلمة رضي الله عنها. قم فتحلل انت واحلق  وهم سيتبعوك   .
وفعلاً فعل رسول الله كما قالت  ونفذ الصحابة ما فعل رسول الله  وعادو جميعاً الى المدينة .

أمنت قريش للشرط الذي وضعته على المسلمين  وظنت انها لو تركت أبنائها الأسرى بأيديهم وفكت وثاقهم لن يذهبو الى المدينة وان ذهبو فسوف يردّهم محمداً ومن معه

هرب أحد المسلمين الذين كانو يُعذبون بمكه الى المدينة اسمه "ابو بصير " ولكن رسول الله رده .
لم يستسلم ابو بصير لذالك فهرب مرّة أخرى ليس الى المدينة وانما الى قطع الطريق على قوافل قريش  وبعدها هرب  ابو جندل وسلمة بن هشام. وعياش بن ابي ربيعه وغيرهم من المسلمين المضطهدين في مكه على يد مشركي قريش وانضمت تلك الكوكبه من الشباب المسلم الى أبو بصير في منطقة تسمى سيف البحر .
وأصبح هناك كتيبة من الشباب المسلم قطع طريق التجارة لقريش  ارسلت قريش الى النبي محمد تتفاوض بشأنهم. فنكرهم النبي وقال ليسو معي على بنود الصلح  وهم في حل من أمري  يعني تصرّفو معهم لأنهم ليسو من أهل المدينة ممن دخل في بنود صلح الحديبية .

قررت قريش إخراج كتيبة من المقاتلين لقتال هاؤلاء الشباب الذين قطعو تجارتهم  .

هل تستطيع قريشاً قتالهم ؟
ماعلاقة ابو بصير وابو جندل ومن معهم بتغيير بنود الصلح ؟

وماهو السبب في عزم رسول الله على فتح مكه بعد ذالك ؟

هذا ما سنعرفه في الجزء القادم

صاحب همة عظيمه Where stories live. Discover now