At the end of the Hallway

8 2 0
                                    

"في نِهايَةِ كُلِّ رُواقٍ مُظلِمٍ نورٌ يُلَوِحُ لَكَ بِالأُفُق" 

جُملَةٌ سَمِعتُها كَثيراً مِنَ الشَّخص الَّذي كِلانا نَعلَمُ انَّهُ لا يَملِكُ نوراً يُلَوِحُ لَهُ بِالأُفُق. 

ارتَفَعَ طَرَفُ شَفَتَيَّ مُظهِرَةً شِبهَ ابتِسامَةٍ خَفيفة، أُحَدِقُ أَمامِيَ بِهيامٍ يَشِعُّ مِن عَينايَ لِأُقابِلَ قَهوَتَيه الدافِئةَ تُحِدِقُ بي،  "نظرةٌ دافِئة" تُصَوَبُ نَحوِيَ و تَغمُرُني بِالدِفئِ و الأَمان، ابتِسامَتُهُ العَريضَةَ تَبُثَّ في قَلبِيَ السَّعادة، و كَم تَمَنَيتُ لِهذِهِ اللَحظَةَ أَن تَطولَ لِتُصبِحَ دُهوراَ، لكن كَما العادة، اللَحظاتُ الجَميلَةُ لَها نِهايَةٌ سَريعة، فَها هُوَ صَفيرُ جِهازُ قِياسِ نَبَضاتِ القَلب يُعلِنُ انَّه استَخدَمَ آخِرَ نَبضاتِ قَلبِهِ و هوَ يَنظُرُ لِعَيناي، بَدَأَت ابتِسامَتُهُ الجَميلةَ بِالتَّلاشيَ تَدريجياً، و بَدَأَ جَفناهُ بِالتَّراخِيَ شَيئاً فَشَيئاً حَتى اختَفَت قَهوَتَيهِ عَن ناظِراي...

هَرَعَ كادِرٌ مِنِ الأَطِباءِ داخِلَ الغُرفةِ، و لم أَشعُر سِوى بِمُمَرِضَتانِ تَسحبانِيَ لِلخارِج، لازِلتُ لا استَطيعُ استيعابَ ما حَصَل، هَل هِيَ النِهايَةُ حَقاً؟ أَلَم يَقُل أَنَّ النُورَ سَيَأَتي بَعدَ كُلِّ هذا الظَّلام؟ يَبدو أَن هذا الرُواقُ المُظلِمُ لا وجودَ لِلنورِ بِنِهايَتِه، خَرَجَ الأَطباءُ و لَم يَجرُؤ احَدُهُم عَلى قَولِ الحَقيقَةِ الَتي سَتُحِطِمُ قَلبيَ المِسكين، حَدَّقنا بِبَعضِنا لِلحَظات، أَعيُنُهُم تَحمِلُ الشَّفَقة نَحويَ و عَينايَ تَتَوَسلانِ لِلرحمة، خُطى الطَّبيب نَحوِيَ تَجعَلُني أَضعُفُ أَكثَرَ فَأَكثَر، وَقَفَ الطَّبيبُ أَمامِيَ و مَعالِمُ وَجهِهِ تُخبِرُني أَنَّ الآتِيَ خَبَرٌ سَيئ، نَطَقَ و لَيتَهُ لَم يَفعَل ...

 "إيثان ويلسون" توفِيَ السَّاعة 8:19 دَقيقةً مَساءَ يَوم الأَحَد بِتاريخ 16/Apr/2023   

"كوني قَوِيَّة" 

قالَها بَينَما يُرَبِتُ على كَتِفي ثُمَّ رَحَلَ....

رَحَلَ و تَرَكَ روحِيَ مُحَطَّمةٌ خالِيَةٌ مِنَ الحَياة، لَم أَعُد قادِرَةً عَلى الوُقوف، ضَعُفَت ساقايَ حتى هَويتُ أُعانِق الأرضِيَّةَ أَشكي لَها هُموميَ و انكِساري، غَطَّى غِشاءُ المِياهُ المالِحةَ زَرقاويَّتاي اللَّتانِ أَحَبَّهُما إِيثان و حَدَّقَ بِروحيَ مِن خِلالِهِما، عانَقَ جَفنايَ بَعضَهُما فانسابَتِ المِياهُ المالِحَةُ تَتَسابَقُ عَلى وَجنَتايَ و تَحرِقَانِها كَما تَحتَرِقُ روحِيَ المُحَطَّمةَ مِن دونِهِ....

أَنا ضائِعَةٌ في هذا الرُّواقُ المُظلِم....

كُنتُ أَبحَثُ عَن النُّورِ الَّذي سَيُلَوِحُ لِيَ بِنِهايَةِ الرُّواقِ لَكِنَّني لَم أَجِده، يَبدو انَّهُ قَد انطَفَئَ أَو ما شابَه، و ها أَنا حَبيسَةُ هذا الرُّواقِ المُظلِم استَلقي عَلى سَريرِ المَشفى ذاتِه، الأَجهِزَةُ تُحيطُني مِن جَميعِ الاتِجاهات، رَفَعتُ رَأسِيَ لِلأَعلى أُحَدِّقُ بِالفَراغِ  فَأَزعَجَتنيَ تِلكَ الأَضواءُ السَّاطِعةَ، قَرَّرتُ اغلاقَ جَفنايَ فَقَد سَئِمتُ مِن البَحثِ عَن النُّور....

رَأَيتُ الظَّلامَ  و ها قَد وَصلتُ إِلى نِهايَةِ الرُّواقِ المُظلِمَةِ كَبِدايَتِه. 

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مجرد فكرة خطرت ببالي فاردت كتابتها
I hope that u like it
---------------------------------------------------------------------

At The End Of The Hallway: Done ✔️ 

By: Min Emily. 


You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 14, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

At the end of the Hallway Where stories live. Discover now