١١- أنف بِينوكيو الطّويل

53 2 2
                                    

- كيم تايهيونغ..

"كان لديّ خيوط، لكنّي الآن حرّ..
I had strings, but now I'm free.."

لستُ كذلك، ما زلتُ أبحث عن الخيط الّذي يحرّكني.

"ليس هناك أيّ خيوطٍ عليّ..
There are no strings on me.."

هناك الكثير، أنا كاذب.
لو كنتُ حرًّا لما بقيتُ نصف اللّيل أحاول أن أهدأ، والنّصف الآخر أهذي كما أفعل الآن..

أغمغم بكلمات الأغنية ساخرًا مِن الحال، ولا أعلم حتّى مِن أيّ حالٍ أسخر، ماذا حدث واستدعىٰ أن أصل لما أنا علَيه الآن؟

أصبحتُ كتلةً مِن العاطفة الدّبقة لأنّه عانقني..
لقد كان دافئًا، حنونًا إلىٰ حدٍّ لا أعرفه، لكنّ الحرائِق دائمًا ما تبدو دافئةً في بدايتها، ولذلك بحلول الصّباح علمتُ أنّي أحترِق.

استقمتُ عن الفراش نافضًا عنه الرّماد الّذي خلّفته، ثمّ قصدتُ أخذ حمامٍ باردٍ ليعود السّكون لجسدي حينما وجدتُ أنّ ما تبقّىٰ علىٰ بدء ورديّتي ساعتان.

سرعان ما انتهيتُ ووقفتُ أمام المرآة أتفقّد ما تغيّر بهيئتي في خلال تلك اللّيلة الطّويلة..
بدت عيني ذابلةً وهالاتٌ طفيفةٌ تكوّنت حَولها، وبدوت شاحبًا قليلًا، علىٰ أيّ حال؛ كوب قهوةٍ وشطيرةٌ ستُصلح ما أفسدتُه.

خرجتُ أرتدي البنطال قاصدًا المطبخ بعدها، وبَينما كنتُ أنتظر القهوة وجدتُ عقلي يعود بي ساعاتٍ إلىٰ الوراء..
أدرك الآن أنّي أحمق..

لقد كان يتمسّك بيدي دائمًا، يقبّلها أحيانًا، يقبّل وجنتي وينظر إليّ ويبتسم كأنّه يرىٰ شيئًا بهيًّا -كما قال- فيّ. وأنا بقيتُ أخبر نفسي أنّه رجلٌ حنون، شخصٌ ودود..

كان عليّ أن أعلم أنّه لا يتّبع القيم المتعارف علَيها هنا، ذات القيم الّتي أصبحتُ منبوذًا بسببها، بعيدًا عن فرض الدّين لها لأنّي أعلم أنّه لا ينتمي لدين..
الرّجال في العادة لا يكونون بهذا اللّين إلىٰ جوار بعضهم.

كان عليّ أن أعلم أنّه لن يعارِض المثليّة، بل في هذا الحال بدأتُ أتساءل إن كان مغايرًا حتّى..

تلك الفكرة أرسلت قشعريرةً مبهمة السّبب علىٰ طول ظهري، لذلك ضممتُ جسدي بذراعيّ قبل أن أمسح علىٰ صدري العاري وأنتفض لأسكب القهوة بكوبٍ قبل أن تفور علىٰ الموقِد.

"لَيس لديّ خيوط..
I've got no strings.."
أكملتُ الغمغمة بكلمات الأغنية بينما أملأ الخبز بالمربّىٰ علىٰ الطاولة بجانب كوب القهوة.

"لذا أستمتِع..
So i have fun.."

لا أعلم يقينًا إن كنتُ أمتلك عقلًا ضعيفًا، لكنّي أعلم أنّ التّأثير علَيه سهل، ولا أقصِد فكريًّا..

حتّىٰ يفنىٰ السّلام - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن