1

126 68 46
                                    

طَرقتُ البابِ طَرقتاً، ثُمَ اثَنانِ.. ليصدحَ صوتَهُ الخَشنِ المَبحوحِ وهو يَردفُ بـ"أدُخل"

و كمَ كرهتَ هَذا الصوتِ و صَاحبهُ، لا بل كَم بثَ بأعَماقيّ الخوفَ.. لاتنهدُ و انا ادِيرُ مِقبضَ البابُ الخَشبيّ بصمتٍ.

لأدخلُ مَكتبهُ و انا اقفُ امامهُ، و كلِ زَوايا جَسديّ تَرتَجفُ.. لكنَ ليسَ بسبب البردِ المكانِ..

بَينما اقفُ هناكَ أحدقُ ببلاطِ الأرضَيةِ الخَشبي صدحَ صوتهُ مرةٍ أخرى قائلاً "ماذا تُريدينَ؟"

"امم، في الحقيقةِ أ.أودُ الذهابَ للدَراسةِ في أيطاليا.. م.من بعدِ أذنُكَ"
قلتها بأرتِباكٍ و بينما التَلعثُ زينَ كلماتِ.. و ما زالَ ناظريّ
موجههُ نَحو الأرضية.
لمَ أخَشهُ؟
دائماً ما يُراودنيّ هذا السَؤالُ، و لكنَنيّ لا اجدُ جَوابٍ مُحدداً لهُ.
أاخَافهُ لانهُ كانَ يخِيفني فيّ طَفولتي؟ لذا فَهو شَيءٍ اكتَسبَتهُ منَ طَفولتيّ؟
أم انهُ يُأذيّ الجَميع لذا أتَجنبهُ كي لا يَأتيّ دوريّ؟

"ههم، حَسناً أذهبيّ" قالها لأتبسمُ دَاخلياً، ليسَ و كأننيّ اكترثُ للدَراسةِ.. ولكنني اودُ الأبتعادِ قدر المُستطاعِ عن هذا المَكانِ.

"شكراً لكَ" قُلتها بَينما أنحنيّ لهُ و اغادرهَ لغُرفتيّ..

فَتحتُ البابَ و ارتَميتُ على السَريرِ بأرهاقٍ، بَينما ألتقطُ هَاتفيّ.. و أقومُ بَحجزيّ أقربَ موعدُ طَيرانٍ.

و الآن، عليّ تَجهيزُ الحَقائبُ.. مع أنني لا اودُ ذلكَ ولكنَ سفرَتي في السَابعةِ صَباحاً، لذا لا للكَسل.

أستقمتُ بَصعوبةٍ، فلم أاكل منذُ أمس.
و انا أتوجهُ نحو الخَزانةِ لأخرج منها أحتِاجاتيّ و ارتَبها بمثاليةٍ في الحَقيبةُ.
و عَند انَتهائيّ من وَضعِ أخرَ قَطعةٍ، طُرقَ بابُ الغَرفةِ.. لأغلقُ الحقيبةِ و أخبأها تَحت السَريرِ، و أستقيمُ نافضةُ هِنداميّ و من ثمَ أفتحُ البابِ..

"آنستيّ العَشاءُ جاهزاً" قَالتها الخادمةِ لاومئ لها و تُغادرُ بصمتٍ..
نَحنُ عائلةٍ لا تَذكر و جودِ بَعض أفرادَها ألا بَوقتِ العشاءِ
يا لهُ من أمراً مقرفٌ.
غادرتُ الغَرفةِ، و بَينما انزلُ السَلالمِ قَابلتُ وجهه كَاثرين القذرُ..

"مرحباً يا عودةُ أسنانِ عائلةِ سميثَ، اوه اقصد أبنه عائلةُ سَميث" قالتها بَينما تقهقهُ كالدَجاجةِ.. هي تَعلم ما تَقولهُ ليسَ مُضحكٌ.. ولكنها مَستمرةٌ هذا ما يفعلهُ ذويّ الأعاقةِ العَقلية.

لأتجاهلها و ادخلُ غرفةِ الطَعامِ.. و هناكَ جلسَ جَميعُ أفرادِ العائلةِ، أنَعتبرُ عائلةٍ منذُ الأساسِ؟ هه لا اظنُ أبداً.

الجَميعُ يَجلسُ في مكانهُ المخصصُ، جَدتيّ.. و التيّ تُدعى امي، زوجةِ عميّ و أبنها البغيضُ.
و أخيراً أبيّ.
لأجلسُ فيّ مَكانيّ و بَعدها تأتيّ كَاثرين والتي من المُفترض ان تَكون اختيّ و تَجلسُ في الكَرسيّ أمامي، ليَستقيمُ والدي بَعدها و يَطرقُ كاسَ النبيذِ خاصتهُ بالشوكةِ.. و هكذا سَمحَ لنا بِتناولُ الطعامِ.

كابَوسيّ | My nightmare حيث تعيش القصص. اكتشف الآن