هل اخبرتكم مرة عن حياتي قبل الميتم ؟
لا اظن هذا ... و للحظة و انا مستلق على سريري ... تذكرت بعض اللحظات الجميلة ...
اذكر في احدى المرات اننا كنا نشاهد فلما ... و انا ذهبت حيث ابي و بدأت الفت انتباهه بطريقة غير مباشرة ... لم اكن قادرا على الكلام جيدا ... لطالما امي اخبرت صديقاتها من الجيران انني تاخرت في النطق ... لذا كنت في الرابعة و سابلغ الخامسة بعد عدة اشهر ... بدأت اهمهم لابي ... و هو نظر الي و قال : تريد اللعب ؟
اومأت برأسي و رحت اصفق حماسا ... قام باطفاء التلفاز و حملني فوق ظهره و بدأ يلعب معي ... و لشدة حماسي كنت اضحك بهيستيرية ...__________________
على ذكر التصفيق ... كان ابي و امي نائمان ... و انا انام بينهما على السرير ... جانبي الايمن محاط بيد امي و الايسر محاط بيد ابي ... نهضت وقتها فزعا ...
بدأت افرك عيناي بنعاس ... التفتت حولي ثم قربت يداي من بعضهما و اصدرت صوتا نتيجة ارتطام يداي ببعضهما
استيقظ ابي فزعا من الصوت القوي ... ثم ايقظ امي ... و عندما اشعلوا الاضواء قمت بالتصفيق ثانية ... امي حملتني و قبلتني مرارا ... اما ابي فبدأ يصفق معي ... طبعا انا لن اتذكر تلك المرة الاولى التي اكتشفت بها كيف اصفق ... و لكنها كانت الحكاية المفضلة لدى ابي ... فكان يرويها لاصدقائه ... و لمن يقوم بزيارتنا ...__________________
و تلك الحكاية ترددت امامي حوالي خمس و عشرين مرة ... لذا فقد علقت بذهني ... و تأصلت جذورها في اعماق ذاكرتي ... كنت طفلا هادئا ... كنت احظى على اعجاب الجميع ... و دائما ما اسمع :
هذا الطفل رائع ... اوووه انتم محظوظون بامتلاك طفل هادئ ... يا ليت اطفالي ياخذون ربع هدوئه فقط ...
كانت الانظار مسلطة علي ... بالاخص انني الطفل الاول لعائلتي ... التي لطالما حلمت بامتلاك طفل ...
اما ابتسامتي ... اللثوية ... فنالت استلطاف كل من رآها ... كانت ابتسامتي ساحرة ( و لا تزال طبعا )
و عيناي كانتا تشبه عيون القطط ... كنت الطفل المميز في الحي ... و كانت امي تذوب عندما ابتسم و تغرق عيناي وسط ابتسامتي ...__________________
كانت تداعب خداي ... و تقول لي دائما :
كم احبك ...
ااااه يا امي ... انا اعشقك ايضا ...
كانت تقول لي ان اعيش حياتي بسعادة ...
و كانها كانت تعرف بذلك الحادث ... كانها كانت تعرف انها ستتركني وحيدا ... بكاءي و دموعي ... لم تعد ينفع ... اذكر صدمتي في ذلك الوقت ... ذلك الحادث ... عندما وصلت الاسعاف و حملني احد الممرضين ... كنت مصدوما ... لم يكن وجهي يعطي اي تعبير ... كنت انظر للطبيبين اللذين يخرجان جثتهما من تحت السيارة ... او ... بقايا حطام السيارة ... اتذكر ان ابي كان مصابا اكثر لانه السائق ... كان وجهه محطما و قدماه ملتوية ... كان مغمض العينين و كأنه ملاك ... ظننته نائما ... ليته كان كذلك
YOU ARE READING
خلف القضبان
Mystery / Thrillerحيث مين يونغي فقد والديه في حادث سيارة في عمر الخامسة ... و هو الآن يعيش في دار الأيتام -كل من يخالف التعليمات سيعاقب ... و بقسوة -اريد الانتحار ... -الحل الوحيد للخروج من هنا هو الموت ... فقط