أوروبوروس

الفَصلُ الثاني

الناس الذين كانو يزعمون انني سعيد، كانو اسعد مني بكثير.

دازاي اوسامو

⋆⁺₊⋆ ☾⋆⁺₊⋆

مايا لايرا والكر كانَت مُعجزًة حَلت على رأسهم بعدَ العَديد من المُحاولات.

تَذكرت هَمهماتِ أُمها التي أخفتها بحُضنِها تمسحُ على شَعرها الدامس مُقبلًة رأسها بينَ الحين والأخر تُخبرُها بهَذا بكُلِ فُرصة، تَنظُرُ لها بأعيُنِها المُتعبة، هي لم تتذكر وقتًا لمعت بها تلكَ الأعين الفاترة، الباهتة.

هي لَم تَتذكر الوَقتَ التي أستوعَبت بهِ أنها لم تَكُن المُعجزة لأُمِها التي أرادَت طَفلًا بعدَ العَديد من المُحاولاتِ الفاشلة إنما للعائلة الَتي بَدت مثلَ ظلالٍ تُلاحقُها، تَقفُ في الزاويةِ المُظلمة بأعُينٍ مُفتَرِسة، تَنتظرُ الوَقتَ الأمثل للانقضاض.

هي لم تَكُن المُعجزة لأُمها، إنما البداية لعذابٍ يَتجددُ كُلَ تسعة أشهُر، نَفسُ الصَرخاتِ المُتألمة التي تصدى في الممرات، تَرتدُ من الجدارِ للأخر لتَدخُل لأسوءِ وأقبحِ كوابيسها مُتملكة عَرشها بكُلِ تَغطرُس.

ونَفسُ الصَمتِ الذي بدا أشبه بفأرٍ يَقضمُ المنطقة بموخرةِ عَقلها بنفسِ السؤالِ كُلَ مرة. هل ماتت هذهِ المَرة؟.

والجوابُ دائمًا يكونُ لا.

مايا لايرا والكر لم تَظهر لأول مرة بالحياةِ رضيعة تُلقي بأولِ صَرخاتِها عندَ أخذها لأولِ أنفاسها، ظهورها الأول كانَ برؤية لجلالتها.

الرؤية التي حَوت على الفتاةِ التي ستَنقلُها للعظمة.

روزيت والكر كانَت ملكًة فريدة من نَوعِها بالفعلِ فلونها لم يَتضح ولو بعدَ سنين أكانَ ابيضًا ام أسود.

فراستُها ورؤاها كانَت تَتحققُ منذُ اللحظة التي نَظرت لفاليريا والكر بأعيُن مُمتلئة باليقين أن هذا البلد لن يَرى عهدًا تكونُ بهِ هي التاج.

وأبيها الأميرُ المَغدور الذي لن يَرى يومًا يكونُ بهِ هو صاحبَ الجاهِ قبلَ بأولِ الفُرصِ من أجلِ العظمة الَتي كانَت ستَكونُ من صلبهِ كما نَصت الرؤية.

مايا ولدت للأمير البريو - دوق حاليًا - والكر و كاسيا، إمرأة أيريزية.

المَرة الأولى التي قابلت بها جلالة الملكة، قامت روزيت بإجبارها على إدخال يدها وسط نارٍ حارقة تُذيبُ الجلدَ وتَحرقُ العظام، المرة الثانية أعطتها مائًا مسمومًا والثالثة جَعلت بها أقوى جنودها يَخنقُها لحينِ انتهاء كُل ذرة أوكسجين أحتلت رئتيها.