3- عدو النساء.

126 12 3
                                    

لا تدعوا البارت يلهيكم عن واجباتكم الدينية والدنيوية.

******************

في صباح اليوم التالي.

في قرية الغربان، حيث بدأ الناس يخرجون لأعمالهم، منهم من ذهب ليصطاد السمك من البحر الذي يبعد عن القرية ساعتين مشيًا على الأقدام، ومنهم من ذهب للسوق الكبير؛ ليبيع بضاعته، وغيرهم الكثير.

وفي نفس مطعم السيدة، بعد أن افترق كل من مايا وزاك، كان زاك يجلس على إحدى الطاولات يفكر بعمق وهو يشبك يديهِ ويستند بذقنه عليهما مظهرًا تعبيرًا جادًا بشكل مخيف.

تحدثت السيدة بارتباك وخوف وهيَ تضع كأس ماء على الطاولة: سـ سيدي.. (ذلك الشاب.. لقد عاد بالأمس وبقيَ هنا طوال الوقت، ألا يشعر بالتعب؟! وأيضًا أين ذلك الآخر الذي كان برفقتهِ من المرة الأولى؟)

نظر لها زاك وقال بسرعة وبابتسامة بعد أن لاحظ خوفها منه بسبب تعبيره الجاد: شكرًا لكِ سيدتي.

أرادت السيدة الالتفات والذهاب لكن توقفت حينما قال زاك بتساؤل وبعض الجدية: المعذرة..

نظرت له السيدة بقلق وقالت: نـ نعم؟

زاك بابتسامة يكمل: هل تعرفين رجلًا يُدعى أكيرا نيكولاس؟ وهوَ في العقد الرابع من عمرهِ تقريبًا ويملك شعرًا فضيًا طويلًا وعيناه خضراوان؟

أجابته السيدة ببعض الارتباك: فـ في الحقيقة هناك الكثير من الرجال يأتون لمطعمي، لكنني لا أعرف أسمائهم ومن غير المعقول أن أتمكن من تذكرهم جميعهم كما تعلم، لهذا لا يمكنني مساعدتك..

ابتسم لها زاك مجددًا وقال بابتسامة هادئة: لا بأس، أشكركِ.

التفتت السيدة وهمت بالمغادرة بينما عاد زاك للتفكير مجددًا محدثًا نفسه بعد أن تذكر مفارقته لمايا -كين-: (هل كان عليّ مفارقته بهذه السهولة؟ سُحقًا.. لا شأن لي به على أية حال، فهوَ من أراد ذلك، لكن -يتذكر القلادة- لقد غضب لأنه اعتقد بأنني اتهمته بالسرقة! كم أكره هذا الشعور! - يشعر بتأنيب الضمير- حسنًا زاك توقف عن التفكير بذلك الفتى فلديك ما هوَ أهم لتفكر به!)
قال ذلك وهو يضع يده على شعره الأسود ويحركه بفوضوية وبعض الانزعاج.

ثم نهض من على الكرسي وقام بوضع قطعة نقود ذهبية مميزة على الطاولة وهمَّ بالمغادرة متجهًا نحو باب المطعم ثم خرج.

وبعد ذلك بعدةِ ثوانٍ.. كانت السيدة تقف عند طاولتهِ بصدمة وبيدها القطعة الذهبية وهيَ تحدث نفسها بعدم تصديق: ( لا أصدق! إن هذه القطعة تساوي عشرة قطع فضية..!! وأيضًا.. إنها تحمل الختم الملكيّ! ذ ذلك الشاب.. هل يعقل؟!! ) -في هذا الزمن من يمتلك قطعة نقود ذهبية يُعتبر من الطبقة الراقية، أما بالنسبة للختم الملكيّ فهو يكون خاصًا بالملك وحاشيتهِ وأتباعه-

رحلتي ستستمرWhere stories live. Discover now