الفصل الثامن والثلاثون : نهاية الطريق أم مجرّد اِنفصال!

556 68 20
                                    

- العشق هو اِسم لاِنتظار الدواء ممن فَتح الجرح.
اِنتظار القُبلات من تلك الشفاه التي رمتك بكلمات سامّةٍ، قاسية.
أن تنتظر من اليد التي صفعتك أن تربت وتعانق.. وتحنّ.
إنه العشـق أيها البروفيسور..
يفعل بصاحبه مالا يفعله به عدوّه.

- أرى أنّك تعلّمت الكثير يا نانـا.

- نعم، ولم يكُن الحبّ ألمًا جميلا كما قلتَ يا سيّدي.. كان بشعاً ومروِّعا.

- أيّ قصة تلک..!

- تلکَ كانت الجميلة والوحش.

- آه! إنها Belle.. استطاعت ترويض الوحش الكاسر.. كان حبهما ألماً جميلا يا نانـا.. والأخرى!

- كانت روپانزل سيدي.

- الأميرة المحبوسة في قلعة والتي يحررها الشاب الذي اقتحم قصر والدها طمعا!
آه! أحببت تلک القصة ولكن خاصتنا متشابكة قليلا Tangled كما هو اِسمها.. ولكنها حلوة، كان ميزانهما يتمايل بتناغم.
وما هاته! التي تتسبب في حزنک الآن..

- إنهما روميو وجولييت سيدي.

- أووه!! التراجيديا المبكيّة التي على مرّ العصور لم يستطع أحد تغيير نهايتها..
إنهما العشق المروّع من البداية حتى النهاية.. إنهما طرفان قويان يتناطحان فتتعالى نيرانهما كنيران الجحيم ولا يتم ترويضهما بسهولة..
آسف يجب عليّ الذهاب
إنها مشكلتك الآن يا نانـا.

- أوه بروفيسور! كم أنتَ لعوب.
______________

وقفت شمس من بلاصتها بالزربة، طلع باباها عينيه يتبع فيها وقالها..
- يحيى طلب المساعدة برك...

قاطعاته قالت..
- حا نروح.

وقف فبلاصتو ولمعو عيونو وتبسم وهو يشوف فيها.. اومبعد رمش عينيه وراحت البسمة وقالها..
- أرض فيها احتلال، أي خطر أكبر.. الرصاص دائما والخطر دائما.. ماهيش أرض صالحة للجوسسة كيما اِعتدتي دائما.

سكت ثواني وسهى يشوف فلرض وقال بصوت خافت..
- وعطيت وعد منزيدش نحطك فالخطر.

بقات تشوف فيه ثواني طوال اومبعد قالت..
- الوعد اللي عطيته لعاصم.

قعد فبلاصته وهو يشوف فيها..
ثواني طوال اومبعد قالها..
- عاصم جامي ما غادي يفهم منظمة الثوار ولا مبادئها.. بالنسبة ليه حنا مجرد مجموعة همجية معندهاش مرجع.. أما اللي ميعرفوش أنو مرجعنا أكبر من أي رئيس دولة كان أو حا يكون.

قال وتلفت للصورة اللي معلقة عالحيط بحذاه.. حركت عينيها مام هي فنفس اللحظة تشوف فالصورة.
كانت صورة الرئيس الراحل هواري بومدين.

A P R I C I T Yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن