ارك العصر المظلم: الفصل الاول

36 4 2
                                    

في يوم ممطر وعاصف، والمطر يتنزل من السماء بغزارة، وكانت السماء ملبدة بالغيوم، من كثرة الغيوم لم يعرف أحد أين الشمس أو إذا كان هذا النهار أو الليل.

وفي وسط حقل على التلال المرتفعة، كان هناك رجل يسير والإبتسامة تعلو وجهه، كانت ملابسه البيضاء ملطخة بالطين والماء، وكان شعره الأشقر مبتل بالماء.

اتسعت ابتسامة هذا الشخص بغرابة. "هذا اليوم عجيب بالفعل...كانت الشمس مشرقة وحارة البارحة...لم اتوقع ان اليوم سيكون عاصفاً لهذه الدرجة...والسماء ملبدة بالغيوم...ولكنني أحب هذا  الطقس...يلائمني حقا..." نظر ذاك الشخص للاسفل، بنظرة استهزاء وحقد، ليرى قرية كبيرة أسفل التل، وهي تحترق وتتهدم، وأصوات الصراخ والبكاء تعلو وتعلو.

ثم ظهرت خلفه امرأة بالغة، باهتة البشرة، عيونها أشد سواداً من الحبر، ارتدت المرأة ملابس القديسين. "إلى من تتكلم يا فتى العقارب؟ قد يعتقدك الناس مجنونا..."

"هاه... أنتي مجددا...ماذا تريدين مني أيتها العجوز الشمطاء..." قال الرجل بنبرة منزعجة، ولم ينظر إلي المرأة ليلاحظ أنها تحركت بسرعة وأمسكت عنقه بعنف. "اعغ!!"

ابتسمت القديسة بهدوء، بينما كانت أصابعها تطعن في عنق الرجل بقوة. "ألم أقل لك أن تتكلم لي باحترام، يبدو أن اطفال هذه الأيام لا تستطيع احترام القديسين وللأسف، انت مفيد حقا، ولكن لا تستطيع التكلم جيدا...هذا سيدخلك في مشاكل يا صغيري، يجب أن تتعلم آداب الحديث" بعد ذلك قامت القديسة برميه أرضا ثم وضعت قدمها على رأسه. "هاهاها...المنظر هنا جميل حقا..."

"أيتها الشمطاء...دعيني..." حاول الرجل أن يحرر رأسه من قدمها ولكن برمشة عين، تقطعت ذراعيه لأشلاء.

تنهدت المرأة وهزت رأسها ثم تحركت بعيدا عنه. "أنت حالة ميئوس منها..."

تقيأ الرجل بعض الدماء ثم نظر إليها ببغض وخوف. "...ماذا تريدين؟؟"

ضحكت المرأة وهزت رأسها. "طلبي ليس صعبا...فقط أريدك أن تخبرني عن ماذا حدث مؤخرا...كنت مشغولة ببعض...المهام."

كان سيعترض الرجل على طلبها ولكنها ابتسمت، فسكت لثواني ثم تكلم. "إلى الآن...كل المخططات نجحت نجاحاً باهراً...بعد موته...لن يقف شيئا أمامنا...فرص المقاومة قد أصبحت قريبة جدا من الصفر...وذاك الإمبراطور الأحمق...لقد وقع في الفخ...قريبا، قد تخضع كل هذه الأراضي لسيطرتي..." بعدما قال هذا، فجأة تحطم فكه السفلي.

"أيها الساذج...منذ متى وأنت تقود الخطط؟؟ أنا لم أكلفك سوى بجمع المعلومات...وتعتقد نفسك انك أصبحت شيئا عظيما؟ ايها المسكين...لا تتجرأ على قول هذا وأنت لست بمكانتي أو بمكانة هذان الرجلان..." ضحكت المرأة بينما هي تنظر إلى وجهه المرتعب وحطمت رأسه بقدمها وأفقدته الوعي، ثم نظرت إلى جثته المشوهة. "أنت محظوظ أنني مازلت أحتاج مهارتك في جمع المعلومات...ولكن لا تقلق...قريبا ستكون أقل قيمة من الحشرة..." للحظة، أغلقت المرأة عيونها وشعرت بقطرات المطر تسقط على وجهها، وصرخات الألم من أسفل التل تخترق مسامعها.

قاتل الشياطين: ملاحم فاصلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن