1

49 4 0
                                    

" نحنُ نحتاجُكِ ، لَن يستطَيعَ مُساعدَته احد سِواك "
كان هذَا هُوسُوك على الهاتَف و هُو يُحادث ذات الثّالِثة عشَر عامًا
" قادِمة "
نزَلت سويون السّلم بعَجلة ، و ركَبت دراجتها الهوائية مُسرعة الى حيثُ السّكن الذي يبعد ١٠ دقائق بالدراجة من المنزل
كانت تقود بينما تتنهد من حين لآخر، و حينما وصلت أخِيرا نزلت بسرعة و خلعت خوذتها الحامِية طارِقة الباب، ليفتح لها هُوسوك الباب و ينظر لها متنهدًّا
" انه يَقوم بذلك مجددا "
لتزفر هي
" اينَ هو؟ " اشار هوسوك بإصبعه على صاحب الشعر الأسود الفحمي الذي يقف في المطبخ
و يقوم بَكسر الأطباق عن طريق رميِهم في الأرض
بوجه بارد لا يدُل على انه يمر بنوبة غضب مثلا،
ذهبت سويون لتقف امامه و قالت بنبرة ثابته مُستاءةً لما وصل له اخاها
" جونغكوك .. "
التفت اليها جونغكوك و قال بنبرة هادئة
"سويون؟ مالذي تفعلينه هُنا؟"
تنهدت سويون
" انَا هُنا لأساعدك .."
كان وجه جونغكوك مرهقًا، الهالات تملأ وجهه و شعره مبعثر و لا يزال مستمرًا بتكسير الصحون بوجهٍ جامِد
" و كَيف ستُساعدينني؟ "
" اولًّا ، انزِل الطَبق من يدك "
اومَأ جُونغكوك و انزل الطبق ، مقررا الإستماع لحديث أخته ذات الثالثة عشر عامًا، لكِن عقلُها أكبَرُ من ذلك بكثِير.
امسَكت سويون بكَتفه و سحبته لكي يجلس امامها على الاريكة و على جانَبها جلَس هُوسوك و جَيمين، و ناولته كوبًا مليئًا الى رُبعه بسائل شفاف
" خُذ، إشرب هذَا "
نظَر لها جيمين " على مَا يحتَوي "
ردَّت سويون بنبرة عادِية
" على الفودكا "
تحدّث جونغكوك بعد ان شَرب الفودكا
" هل تعلَم والدتِي انّكِ هُنا؟ لأن السّاعة تعدّت العاشِرة مساءًا"
تنَهدت سويون و نظرت الى اخاها
" لا تقلَق أنت، فَقط اخبِرنَا ما حدَث، و ابدأ من الأوّل"
تنَهّد جُونغكوك بِبؤس و نظر الى الأرض بينما يتحدث " كانَت الأمور تَسير على ما يُرام "
صَمت جُونغكوك قليلا و تذكَّر لحظاتِهما مَعاً ، تذكر كيف احبَّا بعضهما و تذكر كيف كانَ كُل شيء مميز برفقته ، مرت بباله الاحداث بَشكل سريع للغاية
لكن مُؤلم ، تذكّر كُل عناق بينهما و كُل قُبلة و كل مرة ضَحَكا سَويًّا،
كانَت سُويون مُركِّزة معه
" ثُم ماذا حدَث؟ "
نظر جُونغكوك مطولًّا ثُم نطق
" ثُم جلس امامَي في لَيلة و قَال ' اعتَقِد اننا يجب ان نتوقف عن مواعدة بعضنا' "
عقَدت سويون حاجبِاها بإستغراب
" مِن العَدم؟ " ليومِئ جونغكوك مُؤكدًّا كلامها
" من العدم "
ثم قال هُوسوك بتعجب " الم يَذكُر لك السبب؟ "
تذكَّر جونغكوك المُحادثة التي جَرت بينَهُما في المطعم
-----
" ماهِي علاقتُنا جُونغكوك؟ مالذي نفعله بالضّبط؟
اهذَا طَبيعي حتّى "
كانَ تايهيونغ يملك ملامِح تائهة و مُستاءة، ذلك ما استطَاع جونغكوك تمييزه ، لكن من جهة أخرى
هو لم يعلم ما عنَاه تايهيونغ
" لا اعلَم؟ و لا أكترثُ بصراحة، انا سعَيد ، الستَ سعيدًا معي؟ "
تنّهد تايهيونغ لحديث جونغكوك و شعر جونغكوك بقلبه يتوجَّس قليلا ، ثم نطق تايهيونغ " الستُ سَعيد؟! "
" الستَ سعِيدًا؟! "
قال جونغكوك بنبرة مستعجبة و لم يعجبه مجرى الحدَيث
" سعَيد؟ جونغكوك! كل ما نفعله مؤخَّرًا هو الجِدال"
ردَّ جونغكوك بإنفعال و لكن بدون رفع صوته
" هذا هُراء! "
----
قاطَعت سويُون تذكُّره و حكَيه لما جرى قائلةً
" لعلَّه كان في مِزاج سيء؟ "
و بادَلها جيمين التفكير
" ربَّما كانت مُجرد هرمونات؟ الرجال يملَكون هرمونات ايضًا للمعلومية "
تنَّهد جونغكوك و اكمَل لهم سَرد ما جرَى بينما يتذكّر المشَهد
---

تنّهد تايهيونغ و مسَح وجهه بكفّه
" جونغكوك؟ لا يمكنك أن تتفاجَئ مَن هذا!
لقد كنّا أشبَه بِ 'سيد' و 'نانسِي' طوالَ الأسابِيع الفائِتة " استَعان تايهَيونغ بأحد التشبيهات من فِلم الثمانينات البِريطاني المَشهور
ليرفع جونغكوك حاجِباه قائِلاً
" تايهيونغ، 'سيد' قام بَطعن 'نانسي' سَبع مرات في ظهرها في الفَيلم ، نحنُ نمتلِك خِلافتَنا لكِن يصعُب علي تصدِيقُ انني أشبِه 'سيد' الشَّرير"
نظَر تايهَيونغ إليه لِثوانِي ثم نطق " كلَّا جُونغكوك ، انَا هُو ' سيد ' "
" لِذا انا هُو نانسَي؟ " قَاطع حديثهما النّادِلة و هي تضعُ الأطبَاق امامَهُما ، و بَقيا ينظُران لَبعضهما بِصمت.
جونغكوك فقط لا يستَوعِب ما قاله تايهيونغ، تنّهد تايهيونغ و نظر لطعامه " دعنَا فَقط نأكل ، و سنتناقش لاحقا " إختار تايهيونغ التصرف كأن ذلك النقاش لم يحدث ابدا، كأنه لم ينفصل عنه للتو بأبرد طريقةٍ ممكنة ، و جونغكوك شعر بقلبه يتفتت لأشلاء صغيرة و ينظر لطعامه بعدم شهية بينما يسمع تايهيونغ يتمتم " أحب طعم هذه الفَطائر المحلَّاة ، هذَا جيِّد ، انا سَعيد اننا قُمنا بِهذا " كان جُونغكوك لا يزال يحاول أخد الامرِ و إستيعابه ، هل تايهيونغ فقط أنفصل عنه الان ثم عاد لتناول الطّعام كأن لا شيء حصل؟
كان الأذى و الإحباط و كل المشاعر السيئة واضِحة على وجهِ جونغكوك ، بينما كان تايهيونغ يتناول الفطائر و حينما رفع وجهه وجد جونغكوك ينظر له لينطق تايهيونغ " مالأمر؟ " كان يتحدث بطبيعية، و جونغكوك لم يستطع إحتمال هذا ليستقيم و يحمل معطفه مُغادرًا المكان بينما يشعر برأسه يدور و بقلبه يثقل و يسمع نداء جونغكوك اثناء مغادرته " جُونغكوك لا تغادر! لا زِلنا أصدقاء صحيح؟"
لم يُرد جُونغكوك و غادر المكان بملامح مُتعبة
------
أنهى جونغكوك سَرد ما حصل
لتنظر إليه سُويون مُتنَهِّدة
" لقد إنفصل عنك فتيات و فتيان من قبل؟"
رد جونغكوك " اجل "
"و انفصلت انت عنهم من قبل؟"
"نعم "
"لذا مالمشكلة؟"
زفَر جونغكوك الهواء و اجاب فورًا " إنه مختلف! "
" لماذا؟"
" لأنه تايهيونغ! "
نظر هوسوك إليه و قال " ستقابِل اشخاصًا آخرين"
ثم أكمل قائِلاً
" الفِكرة هَي ، أنت أفضَل صديق أعرفه يا
جونغكوك ، ستتجاوزه "
وافقه جيمين الرأي و اومأ قائِلاً
" كمَا يَقولون ' هُناك الكثِير من الأسماكِ في البَحر '"
" كلّا " اجابه جونغكوك متنهدًّا يبعثر خصلاته
ليرد جيمين رافعا حاجبيه " انا متأكد انهم يقُولون ذلِك "
" حسنًا، انهم يكذِبون! ، انا لا أرِيدُ ان انسَاه
أرِيد أن أستَعِيده "

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 27, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

500 𝐷𝑎𝑦𝑠 𝑂𝑓 𝑉Where stories live. Discover now