الفصل التاسع عشر

3.2K 72 0
                                    



مرت الأيام بسرعة كبيرة أيام مليئة بالسعادة و العشق على عاشقنها المتيم و فتاته الصغيرة التي سلبت كيان ذلك الأسد و هاقد إنتهى شهر العسل و حان وقت العودة
جزيرة أيهم
كانت جوري تقف أمام تلك النافذة الزجاجية الضخمة و هي ترتدي فستان أبيض بسيط يصل لفوق الركبه بقليل بحمالات رفيعة و فتحة صدر واسعة ينسدل على منحنياتها برقة مظهرا بشرتها الناصعة البياض كانت حقا تبدو فاتنه
لتبتسم بعشق و هي تشعر بيدي أيهم تلتفان حول خصرها بتملك يهمس جانب أذنها بنبرته التي تذيب قلبها
=حبيبي سرحان في ايه
جوري و هي تنظر إلى الجزيرة
=المكان هنا حلو أوي
قبل أيهم عنقها برقة و عشق هاتفا بحب
=و لا تزعلي يا قلبي أوعدك كل سنة هنيجي هنا في الجزيرة
لتلتف ناحيته بسرعة تعانقه بسعادة
=بجده يا أيهم هنيجي مرة ثانيه
لينزل أيهم مقبلا بطنها برقة يمرر أنامله عليها بحنان
=بجد يا روح الأيهم أتمنى نيجي المرة الجاية يبقى معانا ولادنا
جوري بفرحة و غباء
= يااااااي حبقى ماما بس قولي يا أيهم هو احنا هنجبهوم منين
صعق أيهم تماما من حديثها ليلمس جبهتها بقلق
=هي حرارتك مرفعة و لا ايه يا روحي
زمت جوري شفتيها كالأطفال بحركة اعتيادية لكنه تفعل بأيهم الكثير ليقهقه هو عليها بعشق ضاما إياها إلى صدره بحنان يربت على شعرها
=ههههه خلاص يا قلبي مبحبش أشوفك مكشرة دا أنا جايبلك بدل الهدية إثنين
ابتعدت جوري عنه و هي تصفق و تقفز كالأطفال قائلا بلهفة
=واااااو هديتين طب وريني ورييييني ورييييينييييي
أيهم بضحك و هو يلف خصرها بحماية يمنعها من القفز
=ههههههههه إهدي يا قلبي حاضر هوريكي
ثم ذهب لثواني و معه كيسين واحد أبيض و ثاني أسود يمسكهم بيد واحدة بينما الأخرى لف بها خصر جوري متجها إلى أحد الأرائك يجلسها فوق قدميه كالعادة تحت خجلها المعتاد ليحمد الكيس الأسود يخرج منه علبة قطيفة مخملية حمراء اللون تحت نظرات جوري الفضولية ثاواني و شهقت بالإنبهار و هي تطالع ذلك العقد الماسي الرائع و معه حلقين
لتدمع عيناها فهي في حياتها لم يقدم له أحد هدية سوى أختها صفاء لتهتف بالدموع تسقط من عينيها
=دا ع عشاني أ أنا
ضم أيهم وجنتيها بكف يده  ملتقطا دموعها بشفته برقة
=هششششش إهدي يا طفلتي مش قلتلك دموعك متنزلش حتى لو دموع فرح
أومأت له جوري بنعم ليكمل هو بمرح لا يظهر إلا معها
=خلاص متبفيش الزوجة النكدية و خلينا نخش على الهدية الثانية
إبتسمت له برقة بينما هو بادلها بعشق ليضع العلبة على الطاولة الصغيرة ساحبا الكيس الآخر ليخرج منه فستان محتشم رائع أزرق اللون و به نقط بيضاء و معه حجاب أبيض
طالعته جوري بإعجاب شديد لكن سرعان ما إختفى عندما رأت الحجاب لتهتف بتسائل
=هو دا مش حجاب أنت جايبو ليه
ضمها أيهم بتملك و هو يقبل شعرها مستنشقا عبيرها الذي يذيب قلبه النابض يعشقها
=ليكي يا قلبي انا بحبك لا أنا عديت مرحة الحب من زمان يا جوري أنا دلوقتي بعشقك و مهووس بيكي مش بحب حد يشوف شعرك دا غيري انا
ليكمل بتملك صدمها
=أنت ملكي أنا و بس كل حاجة فيكي ليا لوحدي أنت هدية و حقي من الدنيا مش عايز
إبتسمت جوري بحب رغم صدمتها فيبدو انه غيور جدا هو فعل الكثير لأجلها و الآن جاء دورها لإسعاده و هي أيضا لاتنكر رغبتها في الإرتداء الحجاب منذ زمن ك ما كانت تخبرها أختها صفاء لتهتف بطاعة و هي تلتقط منه الفستان
=حاضر هلبسو و اجع فورا
ليردف أيهم بصدمة و عدم تصديق
=بجد يا جوري انت هتلبسيه يعني مش زعلانه عشان بفرض عليك حجات أنت مش عيزاها
إبتسمت له برقة خطفت ما تبقى من عقله و هي تهز رأسها يمينا و يسارا بلا
لتنهض بسرعة نحو غرفة الملابس ترتدي ذلك الفستان و الحجاب اما هو فبقى ينتضرها بشوق و لهفة و هو سعيد جدا
فهو كان خائفا من رفضها لكن طفلته الصغيرة و البريئة وافقت لأجله نعم ليهتف بعشق
=ااااااه يا جوري لو تعرفي قد ايه عاوز أسمع منك كلمة بحبك أنا هستنى عمري كلو عشان أسمعها بس لمصبرني انك بقيتي ملكي و بين اديا يا جورية قلبي
لحظات و تصنم مكانه هو يرى تلك الأخيرة الواقفة أمامه بإبتسامتها الساحرة لذلك الفستان الضيق من الخصر و ينسدل من الأسفل حقا انها أميرة لكنه أميرته هو فقط
سكت جوري بأطراف الفستنان تقول بإبتسامة رقيقه
=حلوة صح
إقترب منها أيهم كالمغيب يضمها من خصرها بتملك متمتما بغيظ
=قوليلي أمل فيكي ايه دا أنت طلعتي بالحجاب أحلى بكثير حرام عليكي يا جوري أخبيكي فين
إرتفعت صوت ضحكاتها في الأجواء ليقول بغيض أكبر و هو يسحبها نحو الخارج
=اهو دا لكان ناقص يلا يا طفلتي الطائرة مستنية عشان انا لو فضلت ثانية هتهور و انا بصارحة بعشق التهور
توردت وجنتاها بشدة و هي قد فهمت مقصدها ليبتسم هو على خجلها المحبب لقلبه و هو يخرج من تلك الفيلا التي قضى فيها أجمل أيام حياته مع حبيبته و طفلته الجميلة متجها نحو طائرته الخاصة  و هو يفكر في كم المشاكل التي سوف يواجهها فهو يعلم جيدا أنهم لم يتركوه يعيش بسعادة مقسما في داخله على حماية صغيرة و إطعام كل من بحزنها لأسوده
*******★*******★******★******★******★
★***********★****★********★****★
شركة عمر الدميري (الخاصة به لأول مره)
كان يجلس على مكتبه و معه سمر و التي تقص عليه آخر التطورات لتهتف ببغض
=أيهم راجع النهردة
عمر بإبتسامة شيطانيه
=ألف الحمد على السلامة
طالعته سمر بإستغراب ليخرج هو علبة دواء من أحد أدراج المكتب يعطيها لها لتقطب حاجبها تسأل بجهل و هي تلتقط تلك العلبة
=هي ايه دي
عمر بخبث
=الدواء دا تديه للخدامة لشغالة عندهوم و تقليلها تحط حبة كل يؤم في أي حاجة تشربها جوري
هتفت سمر برعب
=أنت عاوز تقتلها
ضحك عمر بصخب هاتفا بعشق و برود
=مفيش شخص يقتل روحه يا غبية بس هفهمك الدواء دا هيمنع جوري أنها تحمل طول ما هي بتشربو و لو في أي حمل حصل فهينزل على طول
ذهلت سمر من هاذا الشيطان الذي يجلس أمامها لتردف بعدم تصديق
=دا ولا تفكير شيطان دا حتى الشيطان بيتعلم منك
عمر بغرور
=أمال فكراني غبي زيك
إبتسمت سمر بسخرية لتسأل بغباء
=بس افرض أيهم ملمسهاش الدواء دا هيعمل ايه
عمر ببرود و هو يستند على ظهر مقعده
=مش هيأثر عليها  و بعدين مالك كدا خايفة عليها إيه غيرتي رأيك
ليكمل داخليا
=ياااااااه أتمنى يكون فعلا ملمسهاش سعتها هكون أسعد واحد في الدنيا
طالعته سمر بغيط تهتف بغضب
=مغيرتش رأيي ولاحاجة بس أنا خايفة أنت عارف أيهم مش بيرحم حد فاكر ازاي أكل سمير للأسود بتوعه لما حاول يقتل أدهم
ضحك عمر بسخرية يتمتم بلامبالاة
=الكلام دا مش مهم يلا روحي نفذي لقلتلك عليه
ثم يكمل و هو يلقي لها مبلغا كبيرا من المال
=ادي الفلوس دي للخدامة عشان نظمن سكتها
أومأت له سمر بنعم و هي تحمل النقود تضعها في حقيبتها و هي تغادر المكتب تاركة اياه يبتسم بشر
******★******★******★*****★*******★
★********★******★******★****★
في فيلا الحديدي
كانت سوزي تجلس في المطبخ تنظف بعض الصحون (سوزي في بداية العقد الثالث من العمر احدى الخادمات في الفيلا شخصية خبيثة جدا و تعشق الأموال)
كانت شاردة تفكر كيف كلبت منها سمر مراقبة من في الفيلا و اخبارها بكل جديد و أن تراقب جوري بالأخص بعد عودتها ليقاطعها صوت أمل
=سوزي في طرد ليكي بره روحي استلميه
سوزي بإستغراب
=طرد ليا أنا
أومأت لها أمل لتترك سوزي ما بيدها و تتجه نحو الخارج لإستلام الطرد لتوقع بسرعة و تأخذه ناحية احدى غرف الخدم الخاصة بها ثواني و فتحت الطرد لتشهق و هي تشاهد ذلك المبلغ الكبير و علبة دواء و معه رسالة
=على لسان سمر(الفلوس دي عشان تنفذي الخطة عاوزة منك ببساطة مل يوم تحطي كل يوم حباية من الدواء دا في أي حاجة تشربها جوري من غير نقاش و متحويش تلعبي بذيلك معايا عشان انت عارفة أنا أقدر أعمل إيه مفهووم يا حلوة ...)
شهقت سوزي بالرعب و هي تطالع تلك العلبة
=دا لو أيهم باشا عرف هيقتلني أعمل إيه بس أنا دلوقتي
ليختفي خوفها فورا و هي تلتقط ذلك المال الموضوع داخل العلبة
=بس كلو يهون عشان أعيش حياة أحسن و ارتاح من خدمة البيوت و القرف لأنا عايشة فيه
ثم تحمل تلك العلبة تضعها في جيب اليونيفورم الخاص بالعمل و على شفتيها إبتسامة مليئة بالحب و الطمع لا تعلم تلك المسكينة أنها تدخل عرين الاسد بقدميها
في بهو الفيلا كان السيدة نوران تزرع الأرض ذهابا و إيابا و هي تنتظر أيهم و جوري لحظات و شهقت بالفرج و هي تطالع أيهم يدلف من ذلك الباب العملاق و يده تحتضن خصر صغيرته بتملك إقترب السيدة نوران من جوري لتسحبها من حضن أيهم لكنه أبى تركها و تمسك بها أكثر ليهتف بتملك
=آسف يا أمي بس محدش يحضن جورية قلبي غيري
إشتعلت وجنتا جوري من الخجل فهو جريئ جدا في كلامه و دائما ما يحرجها صدمت السيدة نوران في بداية الأمر لاكنها لم تعلق فهي في النهايه سعيدة بسعادة إبنها الأكبر لتتحول نظراتها إلى جوري تطالعهم بإنبهار هاتفة بصدق
=مبروك عليكي الحجاب يا جوري انت طالعة زي القمر
جوري بخجل و رقة
=شكرا يا ماما
إبتسمت نوران بحب ليهتف أيهم بتساؤل و سخرية
=أمال فين ننوس عين امه مش شايفة يعني دا هراني مكالمات عشان أرجع
نوران بحدة مصطنعة
=متقلش على ابني حبيبي كده دا يا حرام من لما سافرت و هو مطحون في الشغل
أيهم بسخرية
=اه ماهو واضح
ثم يقترب من جوري قبل وجنتاها المتوردة برقة يهمس بحنان
=أنا هروح الشركة أخلص شوية شغل و ارجع و انت اطلعي ارتاحي شوية مش هتأخر عليكي يا حبيبتي
أومأت له جوري بخجل ليقبل هو شفتيها بخفة و يغادرة الفيلا بكل برود اما هي فإشتعلت من الخجل تحت أنظار نوران التي تبتسم بتسلية لتنطلق جوري نحو الدرج متجهة إلى جناحها و هي تكاد لا ترى أمامها من فرط الخجل
لتقهقه نوران على هذه الطفلة التي أسعدت قلب إبنها و احيته من جديد
=يااااارب ديم عليهوم الفرحة و طول في عمري عشان اشوف ولادهوم
ثم تتنهد بسعادة و تتجه الى جناحها هي الأخرى فهي أيضا متعبة بسبب قلة نومها منذ غياب أيهم و جوري

أعشقك يا من أسموك أختي Where stories live. Discover now