3 | ندبة كشرخ مخيط

169 20 58
                                    

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

نبهوني عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

تقدّم بخطواتٍ مترددة داخلاً بعد أن سمع صوت أم رفيقه تسمح له بذلك حين طرق على الباب مستأذناً.

توقف على بُعد خطواتٍ من السرير، ثم ألقى تحية السلام بنبرةٍ هادئة يخفي خلفها الحزن لما حصل قبل دقائق في الحديقة. يشعر وكأنه مذنب لما هو مقدم على فعله، لكنه مضطر واضطراره هذا يكاد يخنقه.

حاول رسم ابتسامةٍ على وجهه فهو لا يريد أن يثير الشك ونطق بلطف: كيف حالك يا مهدي؟

مهدي كان صامتاً ينظر إلى الذي دخل بوجهٍ خالٍ من التعابير مما جعل من قلب الداخل يعتصر ألماً..فرفيقه يجهل من يكون.

– تقدم يا بني، لا تخجل.

أشارت له لينا بابتسامة لطيفة بالتقدم حين أحسّت بتوتر أجواء هذه الغرفة الخانقة، ثم التفتت نحو مهدي وأردفت: هذا صديقك  آدم، كُن لطيفاً معه فأنتما مقربان جداً.

تمعن مهدي النظر في آدم لهنيهاتٍ، ثم ونزولاً عند رغبة والدته هو غصب ابتسامةً على شفتيه وهو يقول بصوتٍ بات أكثر حيوية: أهلاً بك يا آدم، أرجو أنك بخير.

الدموع قد تجمهرت في بُنِّيتي آدم فهو لم يقدر على استيعاب أن صديقه بهذا الحال المزري، يحس بذنب عظيم يثقل كاهليه، فقد كان بإمكانه منع ما حصل، لكنه أحمق أخرق اختار الإبتعاد، بات يصف نفسه بالجبان الحقير، ففعلته من وجهة نظره هي فعلة الجبناء الحقراء من لا دين لهم ولا ضمير، وهو الآن مضطر لإخفاء كل شيء عن رفيق دربه ولا يعلم لمَ قد يرتكب هذا في حقه، فمهدي يجب عليه أن يعلم.

ألن يعلم على أي حال؟ فهو قد يستعيد ذكرياته في أي لحظة.. إذن لا بأس بإخباره.

– مهدي، أنا...

– أوه! هل يستمتع الأطفال بلقاءهما أخيراً!

قاطعه صوت بدر الذي دخل فجأة بدون سابق إنذار، التفت نحوه ليراه مبتسماً باتجاه أخته وولدها، لكن ولجزء من الثانية هو شزره بطرف عينه يعيد تهديده من خلال النظرات، فأُخرس ولم يقدر على قول كلمة أخرى بعد ذلك.

كم يكره جُبنه! لو أنه كان قوياً كفاية لواجهه بدون خوف..

– تفضل بالجلوس، لمَ لا تزال واقفاً؟ عيبٌ عليك يا مهدي أن لا تدعو رفيقك للجلوس.

تحدث بدر بتصنع بدى واضحاً للجميع، لكن مهدي تجاهل ذلك وأجابه متأسفاً: أعتذر، فأنت لم تسمح لنا بالتنفس حتى بدخولك المفاجئ.

قلّب بدر عينيه بانزعاج متجاهلاً سخرية ابن أخته.

تقدم آدم للجلوس على كرسي قدمته له لينا إلى جانب سرير مهدي والذي وجدها فرصةً مناسبة للحديث بما أن أقرب ثلاثة له -حسب ما أخبرته به والدته- متواجدون هنا: أود أن أُعلمكم بأمرٍ مهمٍ للغاية.

أسفي لرماديتكWo Geschichten leben. Entdecke jetzt