سيدنا داود عليه السلام

11 1 0
                                    

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)..


سيدنا داود عليه السلام هو نبي الله .. أنزل عليه الزبور كتابًا بعد التوراة، وأتاه الله العلم والحكمة وسخّر له الجبال والطير يسبحون معه، كما ألانَ له الحديد .. فذلك المعدن الصلب قد أصبح في يد داود لينًا ، إذ كان داود يصنع من الحديد دروعًا للمجاهدين في سبيل الله ، منحه الله سبحانه منحه صوتًا جميلاً مؤثرًا ،إذا سمعه الناس دخل الإيمان في قلوبهم، واستجابت له الطيور فراحت تسبح لله ، واستجابت الجبال أيضًا ؛ فقد كان يشبه خرير الجداول ، وتغريد الطيور في الربيع .


كان داود حاكمًا عادلًا ، كان يحكم بين الناس بشريعة الله ، و كان المظلوم يأخذ حقه كاملًا، كما كان داود عليه السلام عبدًا شكورًا وخالصًا لله ، وكان يصوم يوم ويفطر يوم ، وكان يقوم نصف الليل و ينام ثلثه و يقوم سدسه،. وقد اهتم داود بتربية الخيل ، فالحصان كان سلاحًا قويًا ، لأن الفرسان يقاتلون في سبيل الله و الحق...

الفترة التي سبقت سيدنا داود :
عد وفاة نبي الله موسى، دخل بنو إسرائيل أرض فلسطين، وسكنوا فيها، ولكن بعد مرور السنين ضل بني إسرائيل عن عبادة الله، وزاد طغيانهم وكانوا يقتلون الأنبياء، فسلط الله عليهم قومًا جبارين هزموهم وأذلوهم، وتوالت الهزائم على بنو إسرائيل، لدرجة انهم أضاعوا التابوت الذي كان به بقية مما ترك آل موسي وهارون، وهذا التابوت كان يوجد به الألواح التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام، وأيضًا كان يوجد به عصا موسي، فقد كانوا يأخذون التابوت معهم حتى تحل عليهم السكينة ويستطيعوا تحقيق النصر.


وفي تلك الفترة هيأ الله تبارك وتعالى لهم غلامًا يقال له "شمويل" نشأ فيهم وتولاه الله بعنايته وأنبته نباتًا حسنًا، ثم جعله الله نبيًا وأوحى إليه وبعثه إلى بني إسرائيل، وأمره بالدعوة إلى دين الإسلام وتوحيده تعالى وترك عبادة الأصنام، فلما دعا قومه -بني إسرائيل- إلى دين الله طلبوا منه أن يُقيم عليهم ملكًا ليقاتل معهم أعداءهم لأنّ ملكهم كان قد مات

وقد صوّر القرآن الكريم ذلك بقوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )...

قصص للأنبياء + قصص القرأن الكريمWhere stories live. Discover now