سوتشي

224 22 4
                                    


ضواحي سوتشي

فراغ فسيح... يعلمنا الغروب أنه لا بد من الرحيل ، سيرحل عنا من نحب وسنرحل يوماً عمّن نحب ولن يبقى سوى طيب الأثر.

وقفت تلك الفتاة أمام الغروب ممسكة بقطعة ورق مطوية ويبدو أن الزمن قد عاصر الورقة ، رفعت الورقة المطوية إلي فمها وقبلتها قبل أن تتمتم "ورقتي الرابحة"

وبخفه وبراعة أخفتها داخل ثوبها الأبيض عائدة للخلف لتشرق مجدد وتملاء هذا الفراغ الذي يعتريها حالما سمعت صراخ الراهبة مناديه بإسمها

"آنيا....آنيا " صرخت مجدداً مما جعلني أزفر الهواء بحنق ، متى سينتهي هذا

اقتربت ببطء ومازالت أراها تجري نحوي بغضب ثوبها الابيض الناصع يرتد خلال مشيها غير المستقيم
وعقد رقبتها يهتز هنا وهناك بعشوائية بدى كأنه إنسان يتخبط للخروج

ابتسمت وانا اصغر عيني لكي أبدو لطيفة
" آنيا أيتها الطائشة متى سوف تفهمي انكِ لن تتزحزحي من هنا في وقت قريب" فتحت فمها وبدأ البصاق يتطاير من فمها ، كشرت ابتعد قليلاً دون أن تنتبه مازالت تلوح بيداها كامرأة مهمومة ثم عادت لتنظر لي وتقول
" أنتِ لم تساعدي شقيقاتكِ في العمل وتهربتِ من الصلاة صباحا إلى متى ستبقين هكذا ، أنتِ تمثلي البيت الأبيض ما أن تخرجي من هنا جميع تصرفاتكِ
المشينه والمخزية ستتوجه لنا التي ستجعلني أضع رأسي في قدر ملتهب من العار"

ألا تظن أنها بالغت قليلا في تقدير الموقف ، اردت فقط أن أريح عضلاتي أسفل أشعة الشمس. اه ونعم
أولاً هاؤلاء ليسوا إخوتي ثانياً لن أقوم بأي عمل يخص هذا المكان المقزز ثالثاً لن أبقى هنا كثيراً وأخيراً لن أمثل أي شخص أنا فقط أمثل نفسي.

بطبع كل ما قلته كان بيني وبين عقلي..

عادت لتثرثر مرة أخرى ولم استطع من نفسي من التفكير فيما سيحدث تالياً وبدأت اقول ما سوف تقوله بصوت منخفض
"لالالا...يجب علينا تأديبكِ....نعم..نعم.....هكذا سوف تعقلين...آآ...مارسيل.... الأخت مارسيل.... أين أنتِ"

خمنوا ماذا!!

"لالالا...يجب علينا تأديبكِ....نعم..نعم.....هكذا سوف تعقلين...آآ...مارسيل.... الأخت مارسيل.... أين أنتِ"
لقد قلت لكم..
عادت لتصرخ مرة أخرى منادية الراهبة مارسيل

تلمست يدها بخبث أغضبها أكثر وأقول " ماما ارجوكِ
سامحيني" ما أن قلت ذلك حتى انفجرت صارخة "
اللعنة عليكِ... أنا لست بأمكِ مازلتُ شابة لم أبلغ الأربعون بعد ،لماذا ؟ لماذا تجعلين كل شيء صعب..
ألا تستطيعين أن تقولي لي أيتها الأخت مارسيل أنتِ
وغدة"

بدأت اضحك بداخلي لما سوف يحدث تالياً
ما أن لبثت للحظة تستوعب ما قالته حتى شحب وجهها وسرعان ما أمسكت ذلك العقد المحيط برقبتها

1

2

3

"سامحني....سامحني ارجو..

لم استمع لباقي ما تقوله لأنه بالفعل تم جري أمام المئات من الفتيات نحو غرفتي من قبل راهبتان
إحدى الراهبات أمسكت بوجهي وقالت " استغفري لذنبك " ثم انتقلت عيناها للورائي حيث كرستينا جالسة على سريرها تقرء الكتاب المقدس وتبكي
بحزن وتبعد دموعها من خلال شرائط فستانها الأبيض

"كوني مثل الأخت كرستينا انظري كم هي متأثرة بالكتاب المقدس "

رفعت كرستينا رأسها قالت بصوت مبحوح " اعذريني أيتها الأخت مينا لقد تأثر قلبي  بالكتاب المقدس "

"لا بأس"

ثم أغلقت الباب الذي كان وراءه جميع الفتيات يستمعون لما يحصل ككل يوم ، يالهول دائماً ما تخيفني هذه الراهبة

وقفت انفض ثوبي من الغبار وأعدل شعري ،جاء صوت من خلفي

"اتمنى أن يغفر لكِ الرب" رفعت حواجبي بسخرية
استدرت لأرى صديقتي كرستينا جالسة على سريرها المتهالك ممسكة بالكتاب المقدس وتمسح دموعها
بينما الكتاب المقدس لم يكن سوى إطار لإخفاء تلك الرواية الرومنسية الحزينة التي تقرئها

"تأثر قلبكِ!!" سخرت منها بهمس
جلست أمامها على سريري الذي أصدر صوت ما أن جلستُ عليه "أنا أيضاً" عبرت عن رأيي الكاذب بدعوتها قبل دقائق ثم اقتربت برأسي نحوها اقول بلكنه إيطالية ممزوجة مع الروسية
" هل فسرتِ سفر الملوك الأول ؟"

"نعم فعلت ذلك من أجلكِ"وجهنا أنظارنا نحو الباب ثم ابتسمنا لبعض نحن نعلم أن تلك الراهبة مازالت خلف الباب تسترق السمع ولكنها لا تعلم أننا نرى رأسها من حافة الباب الزجاجية الواضحة وضوح الشمس

أنها بلهاء نوعاً ما.

أكملت "أريد أن أتعلمه لكي تسامحني الأخت ماريسا"

ضحكت كرستينا بسخرية ما أن سمعنا خطوات ابتعاد تلك الراهبة عن الباب

سفر الملوك الأول لم يكن سوى رساله سرية بيننا نحن فقط

وهي تعني' هل اكتملت الخطة '

ذهبت للتأكد أنها رحلت من الجناح كامل ثم عدت مسرعة اجلس بجانب كريس

اخرجت الورقة المطوية من ملابسي وبالمقابل هي اخرجت المفتاح من حذائها والذي لم يكن سوى مفتاح غرفة حارس المبنى

زفرت براحة... وأخيراً أمسكت يدها وهي تمسكت بي قائله "آنيا لا أريد البقاء هنا أكثر"

اقتربت أركن رأسها على كتفي " لا بأس لم يتبقى سوى القليل...جهزي امتعتكِ اليوم سوف نهرب من هذا الجحيم "

رفعت رأسها مرة أخرى "اتمنى أن تنجح هذه الخطة
اذا تم الإمساك بنا فنحن هالكون لا محال ، زوجة أبي
ستجعليني أبقى هنا إلى أن أموت وانتِ لا أتخيل مقدار الضرر الذي سيلحق بكِ انتِ مخطوبة "

قبلت جبينها وعدت لسرير أحزم امتعتي البسيطة

" لا تقلقي سوف نخرج "

ثم عادت لتقول

"يا..آنيا لقد مات البطل أنا حزينة "
يا إلهي الهذا كانت تبكي كم هذا مضحك

لا تنسوا النجمة ⭐

|•|غوستاف دياتلوف |•| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن