الفصل التاسع || لن أَترُكَكِ

24 8 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

لم أتوقّف عن الركض أبداً ، لكنّني فقدتُ أثر السيارة ..
لم أعد أُبصرها .. ولم أعد أُبصر طريقي أيضاً بسببِ دموعيَ التي تلَألَأت.
لطَال ما أنقذتني سوليلي ، وساعدتني عند كلّ نازلةٍ وكلّ مصيبة.
لكنّها عند أول مشكلةٍ تمرّ بها ، لم أستطع أن أُساعدها ، ولا أن أحميها من بطشِ ذلك الخاطف.

كنتُ مستفيداً منها دائماً ، وكنتُ عبئاً ثقيلاً عليها دائماً .. لكنّها لم تشتكِ .. بل تقبّلت ذلك بصدرٍ رحب ..
تباطئت سرعةُ ركضيَ بعد أن فقدتُ الأمل في أن أتبع سيارته.
وتوفقتُ عن الركض جالساً بيأسٍ ، بينما أنظرُ نحو الأفق البعيد.

ألهذهِ الدرجةِ أنا عاجزٌ عن حمايتِها ؟

_____________

عدتُ نحوَ شارعِ المنزل أجرّ خلفيَ أذيال الخيبةِ ..
كنتُ مغبوناً وحزيناً.
وقد تملّكني شعوريَ بالضعف والعجز ، وعدم قدرتي على إنقاذها.

وعدت نحو زقاقها ، نظرتُ بألمٍ يعتصر قلبي نحوَ المكانِ الذي تباتُ هي فيه عادةً .. بسببي ، اضطرت لِتُفارق منزلها اليوم .. لا أقوى سوى أن أتمنى أن تكون بخير.
كان الليل قد حلّ ، لذلك افترشتُ تلكَ الأوراق التي أنام فوقها عادةً ، وغفوت سريعاً.

وحين استيقظتُ في الصباح التالي ، كانَت خيوطُ شُعاعِ الشمس الذهبية قد داعبت وجهي.
ونظرتُ نحو مكانِها ، ودمعت عينايَ حين جال ببالي ما قد يحدثُ لها ..
نهضتُ مسرعاً ، وأدركتُ فجأةً ..
مالذي فكّرتُ بهِ ليلةَ أمس ؟!
هل فكّرت بالاستسلام والتخلّي عن سوليلي ؟
هل أنا ضعيفٌ لهذه الدرجة؟!
حتّى لو كنت كذلك ، فأنا سأصبح قوياً من أجلها وحسب ..
حاولت هي تدريبي مراراً وتكراراً حتّى أكون قوياً.
وأستطيع إنقاذ نفسي حين أتعرّضُ للخطر.
لكنّني هذه المرّة سأنقذها هيَ ..
لن أستسلم أبداً ، ولن أتركَكِ أبداً يا سوليلي!.

ركضتُ خارج الزقاق ، بل وخارج شارع المنزل تماماً ..
ونظرتُ للسماء ، فإذا بيَ أرى الشمس أشرقت لتوّها.
هذا يعني أنّتي أمتلكُ وقتاً.

وقتاً لماذا؟.
حسناً .. فكّرتُ في فكرةً أخرى ، بما أنّني أعرفُ أين يعمل الخاطف .. أستطيع أن أنتظرهُ حتّى يفرغ من عمله .. وأتبعهُ.
لعلّي أن أعرف أين وضع سوليلي.
كما أنّني متأكدٌ من كونه حبسها في مكان ما ، فإن كان ألقى بها وحسب .. فأنا متأكدٌ أن سوليلي كانت ستعود قبل أن يطلع الصباح.

أثناء سيري ، وأفكاري التي لم تنقطع .. لمحتُ مجموعةً من القطط يتوجهون نحو مكانٍ ما على نهاية الشارع .. فتذكرت ، الآن حان وقت الإفطار.
فتوجّهتُ مسرعاً نحو منزل العمّ لي.

عزيزتي مياو || my dear meowWhere stories live. Discover now