و مع كل خطوة إقتربت فيها فاديا منهما..زادت دقات قلب سيلين..لم تكن قادرة على الإلتفات مهما حاولت لقد ظلت تنظر إلى ماريا..نظرات توسل تكاد أن تجعل عيناها تدمعان.
سألتهما فاديا "تعرفان بعضكما!..اه صحيح..نسيت أن ماريا كانت تعيش هنا سابقا"
صمتتا قليلا ثم رفعت ماريا يدها و ربتت بلطف على كتف سيلين "كنا زميلتين في المدرسة..أجل"
إبتسمت سيلين بتوتر و قالت "أجل..أجل درسنا سويا في المدرسة الثانوية..ذلك صحيح"
و حينها فقط تحركت ماريا إلى داخل الصالة الرياضية.."عن إذنكما سيبدأ فصلي بعد قليل"
وقفت فاديا تنظر إلى سيلين قليلا وقد إستشعرت توترها ذاك ثم قالت "ماريا هي معلمة الكاراتي الجديدة لدينا..لقد تعبت حتى تمكنت من إقناعها"
إدعت سيلين بأنها لا تعرف ذلك..لذا ردت متحاشية النظر في عيني فاديا"الكاراتي إذا! لم أكن أعلم"
"يمكنك متابعة صفحتنا لتعرفي كل شيء"
"صفحتك؟"
إبتسمت فاديا و قالت "صحيح نحن لم نتابع بعضنا على إنستغرام..يمكنك متابعة صفحتي أيضا"
شعرت سيلين أن وجهها على وشك أن يحمر فأومأت برأسها و صمتت.
"..هل كنت متوجهة إلى صالتنا الرياضية إذا؟"
"أنا!..لا..أقصد نعم..أنا أتيت كي أقابل آكسل..هل هو هنا؟"
"إنه يعمل بالداخل يمكنك الذهاب إليه"
"حسنا" أجابت سيلين بذلك..و أخذت نظرة سريعة إلى وجه فاديا ثم سارت في الإتجاه الخاطىء تماما..أمسكتها فاديا من ذراعها و سألت..
"هل أنت بخير؟"
"طبعا"
"متأكدة! هل حصل شيء؟"
"لا..لم يحصل شيء"
"إذا..البوابة من هنا..أم أنك غيرتي رأيك في مقابلة آكسل!"
لقد كان ذلك موقفا أقل ما يقال عنه أنه محرج..كانت سيلين تتجهز نفسيا لمقابلة فاديا قبل فترة و ما يحصل الآن هو أنها تحرج نفسها أمامها بشدة أكثر مما كانت تتصور..لقد توسلت في داخلها أن تحصل معجزة أخرى كمعجزة تجاهل ماريا لموضوع التنمر..و يبدو أن الدعاء قد تمت إجابته على الفور..حينما ركنت سيارة للشرطة مقابل الصالة و ترجل منها شرطي توجه فورا نحو فاديا.
"مرحبا فاديا"
"حضرة الشرطي..كيف الحال؟"
"بخير..هل آكسل هنا؟"
"ماذا فعل هذا المجنون! لما يبحث عنه الكل فجأة؟"
"يبدو أن ملفا قديما قد أعيد فتحه"
"ملف قديم؟!"
"ليس بالشيء الكبير لا تقلقي..و لكن هل يمكنك مناداته؟..لا أود الدخول..إنه في النهاية مكان عملك ولا يجب أن نثير فيه أي شبهات"
YOU ARE READING
أوكسيتوسين "الجزء الثاني"
Romanceكم أنهكني أن أرمي كل ذلك الأسى خلف ظهري..لقد بذلت كل ما بقي في كياني من قوة لأغير حياتي..لأخرج من شرنقتي..و بدا لي بعد كل ذلك ..أنني الآن جدار قاسي قادر على مواجهة كل شيء..ثم عاد الحب!
