أسيرة الطاغية || مترجمة

١

الفصل ١

هبت عاصفة خفيفة من الرياح بالقرب من الشخصين الموجودين في الجزء الغربي من الحديقة الضخمة. أضاءهم البدر وارتفع عويل الرياح حولهم.

ارتعدت المرأة خوفًا "ارجوك خذني"

حدقت في الرجل الذي أمامها ممسكة العشب بإحكام حتى حفرت أظافرها في الأرض. كان جبينه مرفوعًا وذراعيه متقاطعتين ويميل رأسه وهو يتفحص المرأة التي كانت راكعة على بعد مترين منه. وعلى الرغم من أن جسدها كان مليئا بالكدمات، إلا أن عينيها كانتا تلمعان بالوضوح.

ووقعت عيناه على الحبل المقطوع حول رقبتها، مما يدل على أنها ملك لشخص آخر. كان بإمكانه رؤية كتفها المرتجف تحت بصره، لكن عينيها لم تغادرا عينيه القرمزيتين قَط.

"يا امرأة، هل تعرفين من أنا قبل أن تأتِ إلي؟" ضحك الرجل وهو ينظر إلى الوضع مستمتعًا. كان يمشي في الحديقة ليستنشق بعض الهواء النقي منذ أن خنقته مؤتمر القمة العالمية -تجمعات الملوك من الإمبراطوريات إلى الممالك الصغيرة للحديث عن السلام- التي انعقدت في هذه الأرض المحايدة. لكنه لم يعتقد قط أن امرأة ستظهر من العدم.

ارتجفت شفتها السفلية لكن كلماتها ظلت عالقة في حلقها. بالطبع، لم تملك أي فكرة عن هويته. من ملابسه المزينة بمجوهرات حقيقية وبروش ذهبي، يمكنها أن تقول أن هذا الرجل كان شخصًا مهمًا يمكنه قتلها هنا والآن. لكنها ستموت على أي حال إذا تم جرها مرة أخرى إلى "مالكها".

أطلق الرجل ضحكة مكتومة جافة وسار نحوها. جلس القرفصاء بعينين حمراوتين تتلألأ بالاهتمام، ورفع ذقنها بسبابته.

"لا أتذكر أنني قطعت لسانك لتصمتي... لكن أيا كان" علّق ما جعلها تبتلع ريقها، تردد صداه في أذنها "هل تريدين مني أن آخذك؟"

أومأت برأسها بغزارة، لأنها لم تعد تهتم بعد الآن. لن تعود إلى ذلك الرجل البغيض الذي أسرها لمدة عامين.

"همم... هل أنتِ جيدة في السرير؟"

انقطعت أنفاسها بعد هذا السؤال واشتدت قبضتها على العشب بينما كان فكها مغلقًا "لا، ولكن... أستطيع أن أتعلم".

"هاه! كم هذا صادق! إذا لم تكوني جميلة بما فيه الكفاية، فيجب أن تكوني جيدة في السرير للتعويض عن ذلك! أو على الأقل، تظاهري بأنك كذلك!" قال بتنهد.

"ألن تقتلني إذا اكتشفت أني أتظاهر؟" كانت هي الكلمات التي أرادت أن تقولها، لكن التوتر المتزايد في حلقها منعها من التحدث. كل ما استطاعت فعله هو التحديق به بينما كان صدرها يرتفع بشدة.