البارت الثاني "والأخير"

6 1 0
                                    

"بسم الله الرحمن الرحيم"

التكمله

هسه راح نتعرف على قصه رواسي

لا تنسون التصويت✨
_
رواسي: على الرغم من الفارق الكبير الذي بيني وبينه إلا أن صورته ما زالت إلى هذه اللحظة في مخيلتي ،ذلك هو (سامر)الطالب الجامعي المثقف الذي طرز حياته بالتقوى وحب الله ولن أنساه طالما استنشق الهواء.

أم تبارك:إذن هناك نهايه مؤسفه لقصه جميله مرت بك ومما يؤكد ذلك تسابق الدموع على خديك..،أكملي حبيبتي وأنا الصاغيه التي تستمع بشوق كبير.

رواسي: ذات مرة استأجرته وأهلي كونه سائق أجرة وتكررت هذه المرة مرات كثيرة.إنه إنسان يمتلك الصدق في الحديث له ثقافه ليس من الناحية الدينيه فحسب،بل بكل المجالات.
وفي يوم من الأيام قال لي:رواسي صورة جميلة رأيتها وأراها دائماً بين يديك هذه الصورة تحمل معان كثيرة أتمنى استمرارها في كل وقت.

رواسي:ماذا تقصد وأي صورة..؟وأنا المكفوفة التي لا ترى شيئاً.

سامر: هي احتضان أناملك للمسبحة وترديد التكبير والتهليل على طول الطريق واعلمي بأن معظم أعمالنا تنجز ببركه هذه الصورة التي طالما عشقتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، الأيام تمضي وبذرت بذرة وسط الصخور وابتسامة متكسره فوق شفاه الأحزان
وسؤال:ترى ماذا ننتظر من الأيام ؟.

قالت رواسي: ذات صباح اتصلت به طالبة منه أن يوصلنا بسيارته إلى ما نريد فكان الرد مصحوباً بلفرح واللهفة:الآن حالاً أنا عندكم.

رواسي: وما أن صعدت بسيارته حتى بادرني بالتحية أحسست أن لها ايقاعاً غريباً على نفسي..اعتقدت بأن هناك حديثاً خاصاً سيجري وفعلاً قال بالحرف الواحد وبالثقة العالية: أريد أريد أن أتقدم لطلب يدك.

رواسي: يدي أنا وهي مندهشة،ولكن يا سامر
لا لا تكملي إني أعرف كل شيء.

رواسي:لماذا لم يكن اختيارك من الوسط الجامعي؟.

سامر:الوسط الجامعي هي هذه الأيام يفتقد إلى فتيات يتصفنّ بعفتك وأخلاقك إنهنّ يفتقدنّ الصفات التي تحملينها والتي يتمناها كل شباب، في هذا الوقت المريض؟فوسام التقوى والشجاعة قد تحلت بها نفسك.

رواسي:قرار صعب يجب أن أفكر كثيراً سامر إذن انتظر الرد.

رواسي:وبعد نقاش طويل مع العائلة ودراسة الموضوع من كل الجوانب تمنيت ما تتمناه كل فتاة وهذه حقاً فرصة لأن يكون هناك منيتفهم حالتي ويزرع الورد في طريقي،فبدل الورد سأعطيه شهداً طيباً لصدق المشاعر.وبعد مدة استلم سامر الرد بالموافقة على أن يكمل سنته الأخيرة من دراسته الجامعية وفعلاً أجريت مراسم الخطوبة وبعد انقضاء المدة.

أم تبارك:وبعد ذلك..

رواسي: كنت في كل يوم أنظر وأطل من نافذة خضراء على تلك البذرة
وأسأل نفسي:هل تستطيع أن تنمو وسط الصخور التي وضعتها الأقدار...؟ومرت الأيام والزهرة تنمو والأمل يحلو ويحلو وكل يوم يرن هاتفه سائلاً عن حالي وهادياً لي اجمل المنى وأغلى السلام.

أم تبارك:أكملي رجاءاً بدون دموع وتابعي أرجوك ماذا بعد..؟

رواسي:بسم الله الرحمن الرحيم.﴿عسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم﴾جاءتني مكالمة منه وكانت الأخيرة قال
فيها: رواسي أستودعك الله وأتمنى أن يحرسك بعينه التي لا تغفو ولا تنام فإني مفارق الحياة..أوصيك بتقوى الله..كلمات متقطعة مختنقة أسمعها ولا أعرف أي تصرٌّف أتصرف إزاءها.، جسمي منهك..ورجلاي لا تستطيعان حمله..وأنا أصرخ ما بك..؟أين أنت..؟سامر..،سامر..،سامر


إلا أن الصوت انقطع تماماً وما زال الخط مفتوحاً وثمة أصوات تتعالى لم أفهم شيئاً منها وجاءت الأخبار معلنة أنه نال الشهادة وذهب إلى جوار ربه بسبب ماحصل من التفجيرات التي عمت المحافظات المقدسة.. وهكذا مثقلة عصبية تمر أيامي لا أملك سوى البكاء على حالي ودعوة برحمة أطلبها من الباري.

أم تبارك: هوّني عليك فهذه الحياة مدرسة وعبر نأخذ منها الحكم وليست نهايتها هنا، فلولا الأمل لا نقطع العمل،وها أنا أقدم لك دعوة..أرجو أن تقبليها،وهي جلب مستمسكات خاصه بك لكي تتسجلي عندنا في المعهد الذي اختص بإعطاء الدروس المختلفة ونقبلك كمستمعة لأنك لا تعرفين القراءة..وجاءت رواسي بالمستمسكات وهي فرحهبهذه الدعوة وأثناء الاستلام من قبل أم تبارك وقعت ورقة وكلمات من القلب مدّون عليها.

وهذه الكلمات تقول:

هل قررت الرحيل وهل حقاً أعددت حقائب السفر..؟

بيدك رزمة الحقائب كيف طاوعتك النفس وهان لك تنفيذ الأمر؟

يا عجبي هل ماتت الذكريات وهل أطفأ نوره القمر.؟

كيف نسيت أنك العطر الذي أستنشقه وبك تهدأ الروح وتستقر؟

بل الهواء أنت الذي اتنفسه فحياتي بدونك تسير من مرّ إلى مرّ.

أنت الماء الذي سقى أرضي وارتوت منه فشكراً لزخات ذلك المطر،

أتساءل بحرقه ولا أدري أين أخفي الأقراص التي تخصك والذكريات والصور؟

ليتني أنسى كما نسيت روحي التي أودعتها عندك قبل إعداد حقائب السفر،فارقتني ونسيت أن لك في كل لحظة من حياتي شوقاً وذكرى أحلى من الشهد والعسل..بوداعك أطفئت الشموع التي أوقدنا شغلتها معاً.،ومات النبات وانقطع المطر. وتعبي على الدنيا وأيامها

ونقول: يالسخريه القدر لقد اسدلت الستار وانتهت الفصول والمشاهد وأنت كنت فيها البطل.

إذن يجب أن أنسى وأعالج النفس وانا أؤمن رغماً عني أن الذي صار بيننا هو أكيد من القضاء والقدر..

النهايه...

"اعترافات على سطح الماء"Where stories live. Discover now