الفصل الخامس |الفرج آتٍ|

23 10 1
                                    

ها هُم قد انتهوا من التنظيف وكلًا مِن هن تحتل أريكة تجلس عليها بإنهاك بدني ظاهر، حتى غفت "كريمة" مكانها من شدة الإنهاك، حيث أن لها أكثر من يومين لم تذُق عيناها النوم قط!..

نظرت لها "روفان"، ثم إبتسمت بحنان و إتجهت إلى  "ورد"، تلك الصغيرة التي لا تعي لما يحدث حولها، حملتها ثم إتجهت بها إلى المطبخ لتُعد لهم طعام حتى وإن كان من أجل تلك الصغيرة...

بعد مُدة قد إنتهت من إعداد الطعام، فخرجت بالصغيرة التي تحملها على ذراعها إلى حيثما تركوا
" كريمة" نائمة؛ لتوقظها وتجلسن معًا يتناولن وجبتهن في سلام...

بينما على جانب آخر نراه يقف مع بعض اصدقائه، يمزحون و يتجاذبون أطراف الحديث، حتى جاء من خلفه صديق غير محبب لهذه الجماعة، ولكنه انضم بالأخير

: اذيكم يا جماعة؟
اجابه "أدهم" بضيق حاول إخفاءه ولكنه فشل: بخير يا سُفيان، خير؟
سفيان بتهكم: مالك بترد برخامة كده ليه؟

تأففت "سوزي" تلك التي تتكئ بجزعها العلوي على هذه المنضدة أمامهم قائلة: ايه يا جماعة هتتخانقوا هنا كمان، مش معقول كده احنا خارجين ننبسط شوية!
وافقها بالرأي البعض ثم اضاف سُفيان لحديثها: على رأيك يا سوزي خلينا ننبسط

و بالفعل قاموا بتنفيذ ما قالوه، و جلسوا جميعًا يلهون ويضحكون سويًا، ولم تخلو الجلسة من مشادات كلامية بين "ادهم و سفيان"...

بعد أن إبتاع لآخر زائر بالمحل، إتجه إلى أحد الأرفف المواجهة له؛ ليقوم بتعديل شيء بها ثم عاد مجددًا لمكانه، ثم وقف يُهندم من ملابسه، ليراها تدلف وهي تلتف حول نفسها، التوتر ظاهر على ملامح وجهها، وعينيها تتجولين في المكان بأكمله، ليذهب بناحيتها و ملامحه يغلفها الإستغراب و التعجب لهيئتها هذه....

مؤمن بإستفهام: حضرتك في حاجة؟
البنت: لا ابدأ انا بس بدور على بابا
مؤمن بتساءل: بابا مين؟

قبل أن تُجيبه جاء والدها من خلفهم؛ ليضمها إليه ثم رفع نظره إلي مؤمن..

مؤمن: هو حضرتك يا أستاذ هلال والدها؟
هلال: ايوة يا مؤمن، دي تينا بنتي، وده مؤمن الشاب الجديد اللي مسك قسم التورت
نظرت بإتجاهه" تينا " ثم أردفت بإبتسامة لطيفة: اهلًا وسهلًا بيك، بابا حكالي عنك كتير و قد إيه انت شخص مُكافح
خجل "مؤمن" من حديثها ثم ابتسم لها ايضًا قائلًا: تسلمي و الله، ربنا يعلم انا بحب الأستاذ هلال ازاي و معزته في قلبي عاملة ازاي
هلال بود: ربنا يخليك يا مؤمن، انا بحبك علشان انت مُكافح و قد المسؤلية
ثم اقترب منه هامسًا: وبتفكرني بنفسي زمان

ابتسم له "مؤمن" بحب خالص، ثم إتجه إلى عمله ليكمله، بينما هما؛ فإتجه بصحبة ابنته إلى مكتبه كي يعلم منها لما أتت، وسر مجيئها دون علمه...

ظل ينظر في أثرهما، ثم إستأنف عمله مجددًا، يحاول عقله الشرود بمختلف الأمور ولكنه يتحكم به وبشدة كي يُقدم عمله على اكمل وجه...

نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن