صديق ام عدو؟

94 11 33
                                    


تقف الشقراء ذات العيون القرمزية إلى جانب النافذة التي يتسلل من خلالها ضوء الشمس الدافئ لينعكس على عينيها ويجعل لونها يبدو ساطعا للغاية في نظر ابنها الذي يقف قربها وهو يحدق جيدا في ملامحها

"ماذا هناك؟ ... لماذا تنظر الي بهذه الطريقة؟"

"اريد ان احفظ ملامحك"

"لست بحاجة إلى ذلك ... فأنت نسخة ذكوري مني كل مرة تنظر فيها إلى المرآة ستتذكرني"
تلك العبارة لا تزال تتردد على مسامع الأشقر الذي يقف مقابل المرآة ... لكن عوض تذكر ذلك الوجه الجميل وملامح السعادة الذي اعتاد رؤيتها على وجه والدته، لم يتذكر سوى رحيلها ... وجهها المعتم والمظلم والدماء التي تغطيه ونظرات الحزن التي تعتليه

"لا ازال مصرا ... وعدي لكما باني ساتغير إلى الأحسن لا ازال متمسكا به، انا ساجعلكما فخورين بي ... ابي، امي ... انا ساتغير ولن اكون كاتسكي الذي كرهتما رؤيته"
تمتم وهو يرسم على وجهه نظرة جد ... ليخرج هذه المرة بطاقة حلبة الملاكمة التي اعطاه اياها دابي ويقوم بتمزيقها إلى قطع ومن ثم ألقاها في سلة المهملات

"لن اسمح لهذه الملهيات عن ابعادي عن طريقي ... يجب علي كسب مال من عمل حقيقي، لا يجب أن أقع في الفخ واختلط مع هؤلاء الاوغاد"
اكمل كلامه ليعود ادراجه إلى سريره ويسلقي بهدوء وهو يغمض عينيه ناويا النوم بسلام ... لحظة! ... بسلام؟ ... نهض فور أن اكتشف ان المكان هادئ ... لا يوجد صوت الموسيقى المزعج اطلاقا الليلة هذا غريب!!! لكن هذا يصب في صالحه فهو يستطيع النوم بدون اي ازعاج ... هذا ما اعتقده للحظة الأولى لكن في الحقيقة كاتسكي اعتاد على الضجيج الذي تسببه جارته توغا لذا فقد كان الهدوء مزعج ... مزعج له بشكل غير مريح بتاتا

"هل اقتنعت اخيرا بأنها يجب عليها التوقف عن أحداث الضجيج؟ ... لكن لا أعتقد انها قد تتغير بين ليلة وضحاها"
تمتم وهو يعود للنوم مجبر نفسه على ذلك بينما يغمض عينيه لكن عقله أصبح الان مشغولا اكثر بالتفكير في توغا

"اللعنة وكان هذا ما ينقصني اولا اختفاء هوكس ومن ثم عدم قدرتي على إيجاد عمل وعرض دابي والان ... توغا؟ حقا لا أفهم لماذا أصبحت اهتم فجأة بتلك المجنونة"
صرخ وهو ينهض من مكانه ليسير نحو باب غرفته ويفتحه ببطئ شديد ليسترق النظر الى الرواق الهادئ والمظلم ومن ثم ركز نظره على باب غرفة توغا ليتنهد

"لابد من انني جننت ... لكنني لا استطيع النوم الان"
تمتم مجددا ليخرج من غرفته وينزل إلى قاعة الطعام ليقف هناك وهو ينظر حوله لعله يجد شيئا للأكل ... لكن يبدو بأنه وصل متأخر فالجميع في غرفهم نائمين وفيومي التي تهتم بامور المطبخ غير موجودة بالطبع

silent 🔇Where stories live. Discover now